*من لقاء مسقط إلى سقطة كتاف.. خفايا التنسيق الحوثي الإخونجي تطفو على السطح*

*من لقاء مسقط إلى سقطة كتاف.. خفايا التنسيق الحوثي الإخونجي تطفو على السطح*

*من لقاء مسقط إلى سقطة كتاف.. خفايا التنسيق الحوثي الإخونجي تطفو على السطح*
2019-10-11 12:41:52
صوت المقاومة/خاص
 التنسيق الحوثي الإخونجي في اليمن وخارجه يتعزز يوما بعد يوم، والحقيقة أن الطرفين تمكنا من استغفال التحالف والعالم والإقليم بحقيقة عدائهم المزيف لبعضهم، لكن الحقيقة التي تأبى التخفي بمنخل الزيف تؤكد أن الإخونج والحوثيين وجهان لعملة واحدة، والشواهد كثيرة والمعطيات على الأرض تقول إن كلا الطرفين بارعان في التواري وراء جدران الزيف بتقية المصالح المشتركة، وما لقاء مسقط الأخير بين وزراء الإخونج وناطق الحوثيين وتسليم لواء بكامل قوته للمليشيات في كتاف نهاية سبتمبر إلا أدلة جديدة تعزز تلك العلاقة الخفية. 
كان الإخوان في عهد عفاش أكثر فصيل دفاعاً عن الحوثيين، فقد اعتبروا الحروب التي شنها عفاش على حركة الحوثي منذ 2000 حربا عبثية وغير مبررة، فالحوثيون مظلومون بحسب رؤيتهم.
أسقط الحوثيون صنعاء، واقتحموا منزل الرئيس هادي، فذهب آنسي الإصلاح ومعه الشامي لتقديم صكوك الولاء والطاعة لعبد الملك الحوثي وإعلان تحالف مع جماعته، معتبرين ذلك انتصاراً لليمن، وما إن أعلنت المملكة العربية السعودية انطلاق عاصفة الحزم للقضاء على المد الفارسي الإيراني في اليمن، ظل قيادة الإخوان ينسجون تفاهماتهم مع الحوثيين ليتفقوا أخيراً على انخراط الإصلاح في صف التحالف ليُمكّن الحوثيين من سلاح التحالف ومدرعاته، وهو ما حصل في مأرب والجوف وتعز، حيث ظلت قوات الإصلاح تراوح أماكنها مهمتها تقاسم الأسلحة والتموين المقدم من دول التحالف مع الحوثيين.
التعاون بين الإصلاح والحوثيين والتواطؤ الواضح الذي قادته قيادات رفيعة في الجيش اليمني مع مليشيات إيران كان دائماً موضوع احتجاج وانزعاج من قيادات الإخوان خلال التقارير والأخبار والكتابات التي واكبت يوميات الحرب المباعة والجبهات المضاعة طولاً وعرضاً.
من صرواح إلى حجور مرورًا بالبيضاء والجوف.. سيناريو الاستلام والتسليم يتكرر
حدث ذلك منذ وقت مبكر، قبل كتاف بكثير، وفي الطريق إلى كتاف، مروراً بمأساة لواء الفتح الذي أهدته قيادة الإصلاح لمليشيات الحوثي على طبق من ذهب.
من صرواح مأرب إلى الجوف والبيضاء، وحتى خطيئة خذلان وترك وإباحة حجور حجة ومقاومتها المحلية لتكون لقمة سائغة للحوثيين وهي على مرمى ومرأى من الألوية العسكرية الخامسة وتحت سمع وبصر الدفاع والرئاسة.
تواصلت حلقات مسلسل التداعي الميداني في جبهات متباعدة شمالاً ووسطاً وعلى مشارف الجنوب، بطريقة لا يُحتاج معها إلى ذكاء لمعرفة طبيعة ما يحدث.
يقول المحلل السياسي اليمني أمين الوائلي معلقا على سقطة كتاف وعلاقتها بالتلاقح الحوثي الإخونجي: "تحدث الوطنيون حتى بحت أصواتهم. جبهات تتعرض لإماتة مع سبق إصرار. وحرب مباعة، أو كأنها بيعت، كل الذي قيل ويقال هو اتهام من يكتب عن ذلك بالعمالة وبيع السيادة؛ لفضائيين يتربصون الدوائر بالشرعية المصون في غيابة الفنادق".
وأضاف الوائلي بقوله: "انتصارات مجانية تتاح ميدانياً، للحوثيين الذين يتنقلون بحشودهم وقواتهم بين المحافظات بأريحية ويقين من يمتلك الضمانات حول مأمونية الجبهات، وأنه لن يؤخذ من أي منها شيء من قِبل الجبهات المصمتة أو قيد الإماتة القسرية، خذلان وخنق جبهة ومعركة الحديدة جاءت في السياق تماماً، حتى لا يقال إنّ جبهة انتصرت وشذت عن أخواتها الشماليات المحصنات بالشرعية، شرعية الانهزام للحوثة".
ويواصل السياسي الوائلي تتبع خطى التنسيق الحوثي الذي على ما يبدو أنه لم يكن وليد الأمس بل كان ثمرة تنسيق سبق تأييد حزب الإصلاح لعاصفة الحزم الذي لم يعلن تأييده لها إلا بعد شهر من انطلاقها. 
وبحسب المحلل السياسي الشمالي أمين الوائلي فإن "الإصلاح ترك تعز القديمة لتستباح بعدها حجور قبل أن ينتقل المسلسل إلى العود في إب وعلى مشارف الضالع؛ حيث جيَّش الحوثيون وحشدوا على الضالع من جهة إب وحد يافع من جهة البيضاء. أتفق أن الجبهات كلها كانت تساعد الحوثيين لإعادة اجتياح الضالع ولحج واستعادة المعارك جنوباً ونحو عدن".
أحداث أبين وشبوة امتداد للتنسيق المسبق
وليست الجبهات وحدها، نستذكر حملات إعلامية وفي مواقع التواصل على خط واحد مع الاندفاع جنوباً.
هنا صارت الأمور أوضح من كل ما يقال، هنا تحديداً وليس في أي وقت أو توقيت لاحق البداية الحقيقية لأحداث الجنوب.
أحداث عدن وأبين وشبوة في وقت متأخر ما هي إلا تحصيل ونتيجة متوقعة وطبيعية لكل ما سبق. وعلى هذا المنوال سينظر إلى أحداث وفجائع؛ بل فضائح كتاف الأخيرة وفيما بعد أحداث عدن وأبين وشبوة، باعتبارها من توابع الزلزال. هناك مقدمات، وهذه نتائج.
تسليم واستلام ليس أقل. رداً على إفشال المخطط، مخطط اجتياح الجنوب وعدن مرتين، مرة من جهة الضالع ويافع، ومرة من جهة شبوة وأبين.
الدعوات إلى إخلاء الحدود وسحب الجنود تزامنت وهذه المفترقات، وسبقت بقليل مذبحة لواء الفتح، ولواء الفتح أيضاً ضمن صفقة كتاف الفاضحة أخيراً.
المسارات السياسية هي الأخرى كانت وثيقة الصلة والترابط بالمسارات العسكرية وفي الجبهات وصولاً إلى مسقط أخيراً وإلى سقطة كتاف.
سقطة كتاف.. فضيحة القرن 
تمكين الحوثيين من لواء يضم 4000 فرد وبكامل عدته وعتاده مثّل فضيحة لم يسبق لها التاريخ مثيل، أهالي صعدة والمحافظات الذين فقدوا المئات من أبنائهم ممن كانوا يقاتلون تحت مظلة لواء الفتح الذي يقوده رداد الهاشمي عبّروا عن سخطهم، مؤكدين أن ما حدث مثّل طعنة في خاصرة كل الوطنيين الشرفاء.
أهالي المفقودين قالوا إن الحديث عن تطويق أو مباغتة للواء بكامل عدته وعتاده أمر لا يصدقه عقل ولا يقبل به منطق. داعين الرئيس هادي ورئيس الحكومة من خلال رسالة بعثوها عبر وسائل الاعلام إلى الآتي:
1- إرسال لجنة من الجانب اليمني والسعودي للاطلاع على الواقعة والحادثة المؤلمة.
2- استدعاء كل من تسبب في الوصول إلى هذه الكارثة أو أهمل إلى الجهات ذات الاختصاص في التحقيق والخروج بنتائج علنية للجميع أمام المحاكم.
3- ضمان حقوق وتعويض أسر الشهداء وعمل مكتب خاص بهم داخل اليمن لتسهيل وصول حقوقهم واستمرارها.
4- المطالبة بصورة سريعة بالإفراج عن الأسرى الذين هم لدى الحوثي من هذه المعركة وتقديم كل ما أمكن للوصول إليهم.
5- مطالبة الصليب الأحمر بالدخول إلى منطقة الواقعة والحدث لإخراج الجثث وتسليمها إلى أهليهم ليتم دفنها والتعرف عليها.
6- المعالجة السريعة لحالات الجرحى المتدهورة.