الأمطار تكشف سوأة الشرعية ..والمجلس الانتقالي يهب لنجدة سكان عدن

الأمطار تكشف سوأة الشرعية ..والمجلس الانتقالي يهب لنجدة سكان عدن

الأمطار تكشف سوأة  الشرعية ..والمجلس الانتقالي يهب لنجدة سكان عدن
2019-10-06 05:06:32
صوت المقاومة الجنوبية / متابعات

تشهد العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها اجواء عصيبة عقب هطول أمطار غزيرة خلفت وراءها سيول وغرق الشوارع بمياه الامطار نتيجة انعدام البنية التحتية في العاصمة، ما أذى الى تراكم المياه في الشوارع، في ظل توقعات باستمرار تلك الحالة لأيام قادمة.





نظام الشمال حول عدن الى قرية

منذ ان استولى نظام صنعاء الذي عمد منذ العام 90 الى توزيع اراضي الدولة وأماكن تجمع شبكات الصرف الصحي وممرات السيول، ومدينة عدن تتعرض لاهمال حكومي متعمدا لتعطيل حيات سكانها انعكاسا لعطالها، حيث تعرضت مدينة عدن منذ عام 90 الى ادمير بنيتها التحتية، نتيجة الحروب المتواصلها عليها منذ 94 حتى يومنا هذا.

فخلال حربيِ العام 94، و2015 تم تدمير المباني والمؤسسات والمنشئات العامة والخاصة؛ ذلك ما حول العاصمة عدن الى ما يشبه القرية واصبحت مدنية منكوبة من كل النواحي.


مياه الامطار تكشف معاناة العاصمة 

كما كشفت الأمطار جملة من العيوب التي تعاني منها العاصمة، حيث خلف بعدة غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب العطال الذي جاء بسبب تعطيل الفيوزات الكهربائية، اضافة الى فيضان المجاري في الشوارع واختلاطها بمياه الامطار، اضافة الى النفايات المتكدسة في الشوارع الرئيسية ما اذى إلى انتشار الباعوض والروائحة الكريهه بدلا من رائحة المطر والتربة، فأثر ركود الأمطار على حياة المواطنين سلباً، من حيث إنتشار الأمراض المعدية كالكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، في ظل غياب وإهمال الحكومة.

ولجأ الكثيرون، إلى توفير معدات شفط خاصة لاستخراج كمية المياه منها، فيما قام مواطنون آخرون بإخراج المياه من خلال السطول بتعاون ومساعدة العديد من الشباب.

ووجه على إثره الأهالي مناشدات واستغاثات للجهات المعنية في المديريات بسرعة شفط المياه الراكدة حتى لا تتحول إلى أمكان لتكاثر البعوض الناقل للمراض.


وحمّل العديد من المواطنين، السلطات المحلية وصندوق النظافة مسئولية ما تعرضوا له من أضرار السيول جراء عدم التخطيط السليم للمشاريع، وخاصة أعمال الصرف التي لم تستكمل في الكثير من حارات المدينة، إضافة إلى سوء وضع الصرف الصحي الذي لم يستوعب كميات المياه المتدفقة الذي تحولت بسببه شوارع الحوطة إلى سيول جارفة قبل أن تصب في إحدى الأراضي الزراعية القريبة من المدينة.


مديرية الشيخ اكثر مديريات عدن تضرراً

وسجلت مديرية الشيخ عثمان المدينة الأكثر تضرراً من الأمطار في العاصمة عدن،
التي اختلطت في العديد من مناطقها بمياه الصرف الصحي لاسيما أمام مؤسسة النقل البري وفرزة الهاشمي وأمام مبنى المجلس المحلي وفي الشارع العام وسط السوق وحي عمر المختار ومنطقة الممدارة، فضلاً عن الانسدادات في شبكة تصريف مياه الأمطار بسبب مخلفات البناء، وتعرض شبكة الكهرباء إلى بعض الإعطاب والأضرار مع سقوط أسلاك كهربائية في عدد من أحياء الممدراة وإعطاب فيوزات الضغط العالي.


غرق مدينة الرباط

نالت العديد من المنازل في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، النصيب الأكبر من الأضرار، بينها انهيار ستة منازل شعبية لأسر فقيرة في حارات: وحيدة، والعدني، والعمال، ودار عبدالله، وقيصى، إضافة إلى تعرض منزل آخر لأضرار كبيرة، وهبوط مستوى أساسات بعض المنازل جراء ارتفاع منسوب المياه في العشرات منها، فضلاً عن تلف كافة محتويات تلك المنازل من مواد غذائية وكهربائية وتجهيزات منزلية أخرى دون أن تسجل أي إصابات في تلك الحارات.

كما تعرضت عشرات المنازل لحصار مياه الأمطار التي تحولت إلى بحيرات بارتفاع لنحو متر، عجز بسببها السكان المحليين عن الخروج من بيوتهم لقضاء حوائجهم أو لأداء صلاة الجمعة، خصوصاً في حارة الرباط والجفارية وبعض مناطق من حارة وحيدة؛ لعدم وجود آلية لتصريف المياه.


فساد حكومي

وقال ناشطون ان ركود المياه وعدم وجود شبكات ممرات لها، يفضح فساد الحكومات التي تعاقبت على إدارة عدن واهمالها للجانب الخدماتي. 

واضافوا ان ركود المياه لوقت طويل سيفاقم من انتشار الأوبئة والأمراض. 

وفي ظل إهمال الحكومة قام المجلس الإنتقالي وبالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي بانزال فرق لشفط المياة من الشوراع وفتح الطرقات. 

وكانت المدينة قد شهدت امطارا مماثلة قبل اشهر، امطارا احدثت دمارا في البنى التحتية وفي الطرقات؛ ذلك ما دفع المجلس الانتقالي حينها الى المبادرة بتشكيل لجان متخصصة لإصلاح الأضرار وشفط المياة وتجنيب المدينة كوارث بيئية. 

ومن المتوقع ان تشهد المدينة امطار غزيرة طوال الأسبوع الجاري وذلك ما سيفاقم من تدهور البنى التحتية وانتشار الأوبئة وأضرار كثيرة إن لم يم تداركها. 

وقال مواطنون ان الحوادث الطبيعية والأمطار تفضح ذوي البنايات العشوائية والباسطين على مداخل الشوارع ومخارجها. 



انعدام مسؤولية الحكومة في واجباتها الاساسية

كما بيّن تساقط الأمطار بغزارة في المدينة عدم مسؤولة الحكومة للاستعداد لحالات الطوارئ لتجنب الحوادث، وعانا سكان العاصمة عدن وباقي المحافظة الجنوبية، من هذا الإهمال رغم توفر الإمكانيات المالية اللازمة لذلك، إذ تجاوزت نفقات الصندوق خلال الأشهر الماضية ثلاثمائة مليون ريال.

وقال مدير عام مديرية الحوطة أنيس العجيلي أثناء نزوله الميداني لبعض مناطق المدينة عقب الأمطار والسيول التي شهدتها ، أوضح "عدم توفر الإمكانيات المالية والمادية لدى المديرية لمجابهة أي طارئ، إضافة إلى عدم توفر الآليات ومكائن الشفط للمياه لدى صندوق النظافة والتحسين في مثل هذه الحوادث".


مسؤلية الانتقالي أمام أضرار الأمطار

وكان الدكتور عبدالناصر الوالي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية بالمجلس، رئيس القيادة المحلية للمجلس بالعاصمة عدن، الجمعة، محطة الصرف الصحي في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن.

والتقى الوالي بالمهندس محمد باخبيرة نائب مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي، والمهندس جياب عاطف عضو لجنة الإغاثة بانتقالي العاصمة عدن، والإدارة المشرفة وعدد من المهندسين والكوادر العاملة في المحطة.

واستمع الوالي إلى شرح مفصل عن عمل المحطة والجهود الجبارة التي يقوم بها العاملين ومدى جاهزيتها في مواجهة أضرار الامطار التي هطلت على مديريات العاصمة عدن، وكذا المعوقات التي تواجههم وتحد من عمل المحطة بالشكل المطلوب في مثل هذه الظروف الطارئة.

كما قام الدكتور الوالي، بجولة تفقدية طاف خلالها بعدد من أحياء وشوارع مديريات العاصمة عدن، حيث اطلع على حجم الأضرار التي خلفها هطول الأمطار الغزيرة وكمية تجمع المياه في أحياء وشوارع هذه المديريات.

ووجه الدكتور الوالي، رئيس وأعضاء لجنة الإغاثة والاعمال الإنسانية في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديريات العاصمة عدن، بالتنسيق مع المهندس قائد راشد المدير التنفيذي لصندوق النظافة، بسرعة تجهيز عمال الطوارئ وتوفير سيارات الشفط ومكائن الضخ لشفط المياه الراكدة والمستنقعات من جميع أماكن تجمعها.

وقدم الوالي عظيم شكره وتقديره للأخوة في إدارة المياه والصرف الصحي، وكذا إدارة وعمال صندوق النظافة على جهودهم الجبارة وتعاونهم المعهود، مثمناً دورهم البارز وتجاوبهم السريع في حالات الطوارئ.