لم تجد حكومة الجرذان الهاربة في فنادق الاغتراب سبيلا لتركيع الشعب الجنوبي في عدن وبقية محافظات الجنوب، فعادت لاستخدام آخر أوراقها الفاشلة وهي ورقة التلاعب بالكهرباء حيث ازدادت عدد الانطفاءات في اليوم إلى أكثر من 17 ساعة وسط موجة حر غير مسبوقة يصطلي بها أهالي عدن والمحافظات الأخرى ليل نهار.
حكومة علي بابا والأربعين حرامي وجدت في الكهرباء مبتغاها لتركيع الشعب الثائر الذي كنس فسادها في ليلة عاصفة إلى منحدر سحيق فمنعت صرف موازنة شراء الوقود لمحطات التوليد ورفضت تسديد مستحقات شركات الطاقة المشتراة وترفض وإلى اليوم توريد قطع الغيار المطلوبة لإعادة بعض المولدات في محطتي الحسوة والمنصورة إلى الخدمة.
الوضع الكارثي يتفاقم
يزداد الوضع الكارثي الذي تعيشه محطات توليد الطاقة في عدن تفاقماً يوما بعد يوم، حيث أطلقت محطة الحسوة الحرارية قبل أسبوع نداء استغاثة إلى الجهات المختصة في حكومة الشرعية لتزويدها بالوقود لاستمرار عمل المحطة.
وقالت المحطة، في مذكرة رسمية لها صادرة من مديرها العام المهندس جمال شجاع موجهة إلى مدير عام مؤسسة كهرباء عدن ومدير عام مؤسسة كهرباء عدن ومدير التوليد، إن مخزون المحطة من وقود المازوت يكفي لعمل المحطة لمدة أربعة أيام فقط.
حكومة اللصوص أذن من طين وأخرى من عجين
لاتزال حكومة اللصوص تمارس سياسة التجويع والقهر والإذلال لشعبنا الجنوبي الصامد، لا لشيء وإنما سعيا لتركيع شعبنا المطالب باستعادة دولته من بين فكي محتل بغيض جثم على أرضنا ثلاثة عقود من الزمن ولذلك وبعد أن تمكنت قواتنا الجنوبية المسلحة من دحر عناصر الإرهاب والتطرف من العاصمة عدن لم تجد شرعية اللصوص سوى تعذيب المواطن البسيط بالخدمات وفي مقدمتها الكهرباء؛ حيث يرفض وزيرا الكهرباء والمالية التوقيع على مناقصات توريد الوقود للمحطات، كما ترفض حكومة اللص معين تسديد مستحقات شركات الطاقة المشتراة التي هددت بفصل الخدمة نهاية سبتمبر الجاري مالم يتم تسديد الأقساط المستحقة, كما رفضت حكومة المنفى توريد قطع الغيار الذي تحتاجه المولدات في محطات الحسوة والمنصورة سعيا منها إلى تفاقم الوضع في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب.
الانتقالي ينقذ الموقف
بعد الاستغاثة التي أطلقتها محطة الحسوة للجهات الحكومية لتزويدها بالوقود هرع المجلس الانتقالي لتزويد المحطة بالوقود وذلك تلافيا لتوقف المحطة وتخفيفا من معاناة المواطنين في محافظة عدن.
معضلات أخرى
بعد أن زود المجلس الانتقالي محطة الحسوة بالوقود اتضحت أنه مازالت هناك معضلات أخرى تعاني منها المحطة الكهروحرارية كإهمال الصيانة الدورية وعدم تواجد قطع الغيار، فأدى هذا الإهمال بتوقف المحطة وخروجها عن الجاهزية لعدة أعوام لتعود المحطة للعمل في الوحدة الثانية في عام 2019 م إلى المنظومة الكهربائية في عدن وبقدرة 23ميجا وات. وقال المتحدث الإعلامي لوزارة الكهرباء محمد المسبحي بأن الوحدة الثانية لمولد محطة الحسوة 2 دخلت للمنظومة الكهربائية بعد توقف دام عاما كاملا نتيجة للنقص في إمدادات قطع الغيار. وأوضح المسبحي أن الطاقة التوليدية للوحدة الثانية تقدر ب 23 ميجاوات لترتفع أحمال محطة الحسوة 2 من 20 إلى 43ميجا. مشيرا بأن العجز الكهربائي انخفض إلى 12ميجا مقارنة للعام الماضي.
نشأة محطة الحسوة ومشكلاتها
في عام 1989م شغلت 3 مولدات بطاقة 75 م من أصل 125م وفي محطة الحسوة البخارية. في عام 1990م انتهت مؤسسة الكهرباء من تركيب مولدات محطة الحسوة البخارية بطاقة إجمالية 125 ميجاوات ومخصصة لتحلية المياه بطاقة 56 ألف متر مكعب من المياه المقطرة يوميا وتتكون المحطة من خمسة توربينات معظمها قديمة وبعضها مر عليها أكثر من 15 عاما.
المشاكل الرئيسية في التوربينات البخارية لمحطة الحسوة الحرارية
من المعروف أن محطة الحسوة الحرارية يوجد فيها خبرات وكفاءات هندسية عالية، وحسب إفادات بعض المهندسين المتخصصين في التوربينات البخارية عند زيارتنا للمحطة أوجزوا لنا أهم المشاكل الرئيسية في التوربينات، وهي كالتالي:
1- في جميع التوربينات دائماً ما تحدث إعاقات في جميع الصبرات لموزعات البخار في مناطق الضغط العالي والمتوسط والمنخفض لصمامات الأمان الأيسر والأيمن، كما توجد مشكلة في ثلاثة توربينات وهي أعاقة الصبرة للحاكم المتحرك.
2- وجود تسربات للبخار من المقدمة لجميع التوربينات، البخار المتسرب يدخل إلى أسطوانة التوربين عبر المخارج الصناعي والحراري، وهذا البخار المتسرب يسبب صدأً وتآكلاً في الريش وفي جوانب التوربين.
3- وجود مشاكل في جميع التوربينات وعدم ارتفاع الفراغ (فاكيوم)، وعادةً ما ترتفع درجة الحرارة لمؤخرة التوربين، وهذا يحدث بسبب قلة كفاءة المكثفات.
4- توقفات التوربينات الكثيرة سببها أجهزة التمدد والأجهزة الأخرى، حيث أصبح اليوم مصنع كالوجا لا يصنع مثل هذه الأجهزة، ولهذا يقوموا بصيانتها داخل محطة الحسوة أو عند الضرورة يتم استبدالها بأجهزة ألمانية الصنع، وهذه الأجهزة لا تعمل بالشكل المطلوب.
5- في التوربينات رقم (1،4) مسخنات الضغط العالي خارجة عن الجاهزية بسبب انفجار حزم الأنابيب، ومن الضروري حل هذه المشكلة، إما صيانتها أو استبدالها بحزم أنابيب جديدة، علماً أن مصنع كالوجا أصبح لا يصنع مثل النموذج الموجود في المحطة.
الأسباب
تتلخص الأسباب التي أدت إلى تفاقم الوضع التشغيلي لمحطة الحسوة في الآتي:
1- عدم عمل الصيانة العمرية كل أربع سنوات، كما هو موجود في العالم.
2- لا يتم عمل صيانة وقائية، من أجل معالجة المشاكل قبل حدوثها.
3- الصيانة العمرية يتم إجرائها عندما تفرض كأمر واقع، حيث يتم عملها بعد أكثر من 15عاما.
4- أغلب المشاكل التي تحدث يتم معالجتها بطرق خاطئة (ترقيعية)، وعند الحالات الطارئة.
أخطبوط فساد مستشرٍ
في عام 2017م عمد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر حينذاك الاتفاقية المبرمة بين وزارة الكهرباء وشركة بدسير فيس الأوكرانية بشأن إدارة صيانة وتأهيل محطة الحسوة الحرارية بعدن في المرحلة الأولى بتكلفة إجمالية بلغت واحد وثلاثين مليون دولار أمريكي بتمويل حكومي. بعدها جاء فريق من المهندسين والفنيين الأوكرانيين لإجراء أعمال صيانة للمحطة إلا أن العراقيل التي بينهم وبين عملهم للصيانة حالت دون إتمام مهامهم وبالتالي توقف أعمال الصيانة منذ عام 2017م حتى الآن.
أذرع أخطبوط الفساد في المحطة الرئيسية في الحسوة وغيرها من محطات توليد الكهرباء بعدن لازالت تؤدي دورها التخريبي وبقوة، فبعد أن لبى المجلس الانتقالي وقام بحل معضلة الوقود لم يجد أخطبوط فساد حكومة اللصوص إلا تدمير المحطة لإخراجها عن الخدمة سعيا منهم لتنفيذ الأجندات الخفية الموكلة إليهم من أذرع الشرعية الهاربة في فنادق الرياض.
مصدر في محطة الحسوة أكد أن هناك "هوامير" فساد في إدارة المحطة يرتبطون بشكل مباشر بالتاجر أحمد العيسي وجلال هادي ويسعون جاهدين لإخراج المنظومة الكهربائية في عدن عن الخدمة لتشكيل ضغط على المجلس الانتقالي ويأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات جلال هادي والعيسي.
المصدر طالب قيادة المجلس الانتقالي بالإشراف اليومي المباشر على المحطة وسير عملها من أجل إفشال المؤامرة التي يعكف هوامير العيسي على تنفيذ أجنداتها وفقاً للتوجيهات التي تصلهم من الرياض.
المجلس الانتقالي تدخّل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
بالإضافة إلى تزويد المجلس الانتقالي لمحطة الحسوة بالوقود اجتمع الدكتور عبد الناصر الوالي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس انتقالي العاصمة عدن يوم الثلاثاء، مع وفد الشركة الأوكرانية “LLC Budservis"، المسؤولة عن صيانة وتطوير محطة الحسوة الكهروحرارية، برئاسة اليكساندر ساشا، وسارس جرابلوف عضوا الإدارة التنفيذية للشركة.
وخلال اللقاء، استمع الوالي من وفد الشركة إلى شرح مفصل عن وضع محطة الحسوة الحالي ومراحل سير العمل في مشروع تطوير المحطة ورفع طاقتها الإنتاجية.
وقال وفد الشركة الأوكرانية خلال اللقاء: "إن الشركة واجهت صعوبة منذ انطلاق مشروع التطوير في العام 2017، بسبب بعض العراقيل، كتأخر وصول المهندسين الفنيين، والمعدات، وقطع الغيار".
وأشار عضوا الوفد الأوكراني، إلى أن الشركة عانت كثيراً خلال تعاملها مع الجانب الحكومي، فيما يخص استلام المستخلصات المالية الخاصة بها، مشيرين إلى أن هناك مستخلصات مالية بمبلغ ١.٤ مليون يورو لم تسلم منذ ٦ أشهر..
ومن جانبه، أكد الدكتور الوالي استعداد المجلس الانتقالي للمساهمة والمساعدة لتذليل كافة المصاعب التي تعترض سير عمل مشروع تطوير المحطة، موضحا أنه سيبذل قصارى الجهود لاستخراج المستخلصات المالية المتأخرة للشركة، لضمان استمرار العمل.. مجددا التأكيد على حرص قيادة المجلس الانتقالي، وسعيها لإيجاد اتفاقية جديدة مع الشركة الأوكرانية لرفع الطاقة الإنتاجية للمحطة الكهروحراية للوصول إلى 110 ميجاوات، لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة خلال الفترة المقبلة.