الحوثي الإخوان قاعدة داعش.. أذرع أخطبوط الإرهاب الزيدي تلتقي في الجنوب

الحوثي الإخوان قاعدة داعش.. أذرع أخطبوط الإرهاب الزيدي تلتقي في الجنوب

الحوثي الإخوان قاعدة داعش..  أذرع أخطبوط الإرهاب الزيدي تلتقي في الجنوب
2019-09-26 17:11:46
صوت المقاومة/خاص
في غياهب تاريخ اليمن السياسي منذ فترة ما بعد الوحدة، ثمة خصوم جمعت بينهم أواصر مصالحهم المتقاطعة المستندة على قواعد البرجماتية والتقاء المصالح.
أولئك الخصوم أشبه بلعبة "أحجار النرد" تفرقهم المصالح وتجمعهم تقاطع ذات المصالح، وهو ما جعل القيادة اليمنية في مرحلة ما بعد الوحدة تؤسس لشراكة خفية مع جماعات الإرهاب كالقاعدة وأخواتها، لتنفيذ مخططاتها ابتداءً من إزالة العدو اللدود في الجنوب المتمثل في الاشتراكية التي أوكلت مهمة القضاء عليها لعرّاب الإرهاب الأول في اليمن عبدالمجيد الزنداني والذي أسس حزب الإصلاح حينها لإنجاز المهمة.
استخدم الزنداني حزب الإصلاح الخارج من رحم تنظيم القاعدة في مهمات داخلية وخارجية، وما مشاركة الآلاف من اليمنيين في حرب القضاء على الاتحاد السوفيتي في أفغانستان إلا دليل على ذلك، حيث عاد أولئك المقاتلون بفكر تنظيم القاعدة وأيدولوجيتها العدائية للإنسان والحياة.
تلك العناصر الجهادية عادت إلى اليمن وتم نقلها جنوبا للتكاثر، فتم منحها أراضيَ واسعة وتمويلاً وفيراً من خزينة الدولة وظلت تمارس التطرف والإرهاب برعاية حكومية من الرئيس الراحل عفاش وذراعه الأيمن الجنرال علي محسن الأحمر الإخونجي الأكثر قربا من عناصر الإرهاب وقيادته.
ظلت تلك العناصر الارهابية العائدة من أفغانستان تؤدي الدور المنوط بها حسب التوجيهات التي تتلقاها من قيادة الدولة، حيث تم توزيعها في محافظات جنوبية تشرف على منافذ برية وبحرية لتسهيل تنقلاتها ودعمها، فاتخذت من عدن وأبين وشبوة ملاذاً آمناً، ولم تشهد تلك العناصر أي مقاومة حقيقية حتى أتى التحالف العربي وقامت دولة الإمارات بتجنيد قوات جنوبية خالصة لمحاربتها، وهو ما جعل الجنرال الأحمر يستشعر خطر القضاء على أدواته التي ظل يعدها على مدى عقدين من الزمن.
خفايا استهداف التحالف لقيادات قوات الأحمر في نقطة العَلَم
ثمة تكتم شديد في أوساط الإخوان والجنرال الأحمر على أسماء وهويات وعدد الرجال الذين سقطوا فعلياً جراء الضربات الجوية المحدودة التي نفذتها طائرات التحالف، الإمارات في عدن/أبين.
الاكتفاء بممارسة كل ذلك القدر من العويل والتصعيد السياسي والإعلامي والتلويح بأخذ خيارات وخطوات منفعلة ومنفلتة حتى تجاه السعودية وقيادة التحالف، يتستر على وجع كبير لجهة الخسائر وطبيعتها.
ما لا تقوله حملة التصريحات والبيانات والتصعيد الكبير هو ما ينبغي التوقف عنده لمعرفة الخلفية التي تحاول الحملة الإخوانية الصاخبة صرف الأنظار عنها وافتعال مناسبات ضجيج وبؤر توتر استقطابية بعيداً عن "منطقة الوجع".
بدورها تمارس قيادة التحالف العربي، سواءً في عدن أو القيادة المشتركة، الصمت حيال الفاصل الطويل من التصعيد الإعلامي والسياسي لحزب الإصلاح وانخراط مطابخ وخلايا وشبكات إعلامية وفي السوشيال ميديا عبر جبهة واسعة اشتعلت جميعها بأمر تشغيل واحد.
واكتفت قيادة التحالف خلال ذلك بمتابعة ورصد الردود والتحركات التي راحت تتزامن مع أخرى ذات طبيعة هجومية وانتقامية من خلال تنفيذ عمليات إرهابية وهجمات فردية في مدينة ومحافظة عدن.
لكن ما السر الذي يمكن أن يكون وراء مظاهر التوجع الصاخبة وسيل التصرفات الانفعالية التي تسلسلت منذ انكسار وانكفاء الحشود الكبيرة للقوات عن عدن والانسحاب على عجل إلى مواقع متأخرة في شبوة؟
يمكن تلمس معالم مهمة للإجابة على التساؤلات المطروحة بملاحظة الفراغات الكبيرة في بيانات وردود وتعليقات حكومية وحزبية خلت تماماً من معلومات ومعطيات حقيقية. وتحاشت كافة الردود والبيانات، حتى الآن، إعطاء أي أرقام مثبتة في كشوفات تتضمن الأسماء والهويات ومعلومات شخصية أكثر عن الذين قضوا فعلياً في الضربات الجوية والجهات المحسوبين عليها، لإضفاء مصداقية وموضوعية أكثر وأوثق على المعلومات الشحيحة والأرقام المتضاربة من مصدر لآخر ومن بيان لتعليق.
ووفقاً لمعلومات ومعطيات خاصة وموثوقة وذات مصداقية، لن تُقدِم الجهات والمراكز والمستويات القيادية، التي تقف وراء القرار الخاطئ بتحريك القوات نحو عدن لاجتياحها في أثناء سريان الهدنة ووقف إطلاق النار وأمر عملياتي واضح من وزارة الدفاع إلى كافة القوات والوحدات بهذا الخصوص، لن تقدم على نشر أسماء ومعلومات توثيقية تؤكد عدد وهوية الذين قضوا فعلياً في تلك الضربات.
أما لماذا؟ فهنا تكمن القصة! المعلومات المتحصلة تؤشر إلى خسارة علي محسن الأحمر شخصياً عدداً كبيراً من أهم وأبرز وأخطر رجالاته على الإطلاق، ولا يتعلق الأمر والحديث بعسكريين وإنما بقيادات خطرة من تنظيمي القاعدة وداعش الذين كان الجنرال يعتبرهم ورقته الرابحة في كل المواجهات.
ويستحيل لهذا السبب ذاته إعطاء أي كشوف أو أسماء. ولعل هذا هو ما مثل سبباً مضاعفاً للتوجع أكثر ويفسر الطبيعة الانفعالية التي غطت معظم الردود واستتبعت تفعيلاً لكيانات ومسميات راحت تتناسل بيانات متشابهة وصولاً إلى فتوى الحرب على عدن من هيئة الزنداني - أو "علماء اليمن".
الأمر ينطوي على درجات خطورة نابعة من حساسية موضوع وملفات الجماعات الإرهابية وخلايا المتطرفين وأسوأ أدوات القتل من جهاديين متوارين عن الأنظار وتم استخدامهم للاستفادة منهم في حملة أريد لها إنجاز مهمة اجتياح عدن بأسرع وأقصر وقت ممكن ومهما تطلب الأمر من عنف، أنيط بمجموعات محترفة على حرب العصابات لا الجيوش النظامية.
لم تندلع المخاوف من فراغ إزاء انتشار وإحياء وعودة الإرهابيين والهجمات الإرهابية إلى عدن وأبين ولحج وشبوة والجنوب بشكل عام. ولهذا علاقة وثيقة بالسبب الذي يمنع المسئولين وراء قرار الهجوم على عدن من إعلان أي بيانات شخصية وكشوفات بأسماء وهويات المفقودين في الضربات الجوية الحازمة والحاسمة والتي جاءت بناءً على تجمع معطيات ومعلومات استخباراتية.
الخطورة تكمن في استخدام مظلة وذريعة الشرعية للتستر على أهداف وبرامج وتوجهات خطرة تُدار عن بُعد وتورط الرئيس هادي شخصياً ورئاسته في ملفات ومحاور تتجاوز بكثير مسألة الشرعية وأهداف التحالف المباشرة.
أذرع الإرهاب.. مواجهات شكلية لإخفاء الأجندة الحقيقية  
برزت مؤخراً بوادر مواجهات بين أذرع أخطبوط الإرهاب في اليمن, فبعد هجمات متفرقة ضد بعضها البعض خلال فصل الصيف، انخرط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية في اليمن (داعش) في حرب مفتوحة في محافظة البيضاء منذ أواخر أغسطس.
ومن المثير للاهتمام، أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد اتهم داعش بالعمل مع المقاتلين الحوثيين. في المقابل، اتهم داعش القاعدة في جزيرة العرب بالعمل مع القوات العسكرية اليمنية ضد رجالها.
أكد هذا الاتهام الأخير ادعاء سابق صدر في النشرة الأسبوعية للدولة الإسلامية الأسبوع الماضي. حيث قال أمير منطقة البيضاء في المحافظة - الذي لم يكشف عن اسمه - أن “القاعدة في شبه الجزيرة العربية تنسّق مع جيش الرئيس هادي’’، ثم صرح الأمير أن ‘‘القاعدة في جزيرة العرب كانت مواجهاتها ضعيفة ضد الحوثيين ولم تستهدف حركة التمرد بأي نشاط عسكري’’. تبادل تلك الاتهامات تهدف بالأساس إخفاء أوجه التقارب الحوثي الإخونجي مع القاعدة وداعش باعتبارهم حركات ذات طابع ديني أيديولوجي زرعته المخابرات العالمية لخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل باتفاق مع إيران ودول أوروبا.
ولإثبات تلك العلاقة الوطيدة يجب تتبع الهجمات الحقيقية التي اشتركت الجماعتان الجهاديتان (القاعدة وداعش) ضد قوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات في عدن وأبين ولحج وحضرموت وشبوة والتقائها مع توجهات حزب الإصلاح والحوثيين المتمثلة في الهيمنة على الجنوب وإبقائه تحت سيطرة الشمال والقضاء على الثورة الجنوبية وقيادتها.
تنظيم القاعدة يعقد صفقة تبادل أسرى مع الحوثيين 
وفي دليل آخر على أوجه التقارب بين الحوثيين والقاعدة، فقد أعلن تنظيم القاعدة مطلع الأسبوع الماضي نجاح صفقة تبادل أسرى بين التنظيم والحوثيين. مصدر عسكري أكد لـ"صوت المقاومة الجنوبية" أن الصفقة أتت نتاجاً لتفاهمٍ بين الجماعتين نص على التعاون الاستخباراتي وعدم توسع أحد في نطاق الآخر.