*خاص..(افتعال الأزمات).. الحرب الباردة لضرب النسيج الجنوبي*

*خاص..(افتعال الأزمات).. الحرب الباردة لضرب النسيج الجنوبي*

*خاص..(افتعال الأزمات).. الحرب الباردة لضرب النسيج الجنوبي*
2019-08-02 13:14:33
صوت المقاومة/تقرير_إبراهيم البشيري
يغادر الشتاء ويأتي الصيف ولا حديث في فصول السنة إلا أن  الأوضاع تضطرب والمشكلات تتفاقم، والأزمات الاقتصادية تتصاعد بين لهيب الأسعار وانهيار العملة المحلية وعدم توفر المشتقات النفطية وتردي الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصحة وتواصل زيادة الأعباء الاجتماعية على حساب عموم الشعب، في المقابل غابت الدولة واختفت الجهات الحكومية المسؤولة وظهرت أسواق السوق السوداء وتفشت حتى أصبحت مصدرا شبه رئيسي لسد الفجوة الغذائية التي أنجبتها الدولة الرسمية، وأصبح المواطن ضحية للغلاء وفريسة سهلة للتجار المحتكرين والطامعين.
اقتصاد أعمى منهار
استمرار ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والماء والدواء، والوقود، لم يكن وليد اللحظة ولكنه كان نتاج فشل سياسي، وفساد القوى الحاكمة على البلاد، ولعدم وجود خطة عمل لتنمية موارد وتوظيفها فيما يصب بالمصلحة العامة، وإنها ستبقى على ما هي عليه وربما ترتفع للضعف إذا استمر هذا العدوان الفتاك.
 نعمان الطميري خلال حديثه لـ "صوت المقاومة الجنوبية" استغرب من وضع ارتفاع الأسعار والسلع التجارية وقال: "إن هذا يعتبر الوجه الآخر للحرب، والحصار الذي يذل المواطن المسكين ويستحقر وجوده، ويدمر الحياة الكريمة الذي كفلها الإسلام للإنسان تحت أسس وروحانيات الحياة المقدسة، حتى يخرجه من آدميته البشرية والإنسانية وإخضاعه تحت خط الفقر ليصبح فريسة سهلة ووسيلة من وسائل دمار التجمع الإنساني العفيف". 
وأضاف: "ما نشاهده اليوم من احتكار الأسعار وانهيار العملة سببه الرئيسي هو النظام الفاسد الذي يبني اقتصاده الأعمى على حساب المواطن الفقير الذي وصل به الحال الكفاف؛ حيث الشقاء والمعيشة الضنكة، التي بها يتدمر المجتمع، وتكون السبب الرئيسي للجريمة وتشتت المجتمع، والموت، والانتحار، والمرض وغيرها.."
 
(العيش) من الجهاد!
في الوقت الذي أصبح المواطن لا يريد من الحكومة التشجيع على استقطاب السياح أو البت في مشاريع عملاقة؛ بل أصبح كل تفكير المواطن الحصول على لترات من البنزين لتشغيل سيارته وتوفير المواد الغذائية الأساسية من الدقيق والسكر والأرز والزيت بأسعار تتناسب مع دخله، لإشباع أفراد أسرته وهذا ما يصعب توفره في ظل أن هرم السلطة يعتليه زمرة من الفاسدين. وفي ذلك يقول الأستاذ صلاح المزاحمي: "أقف محتارا أمام الأولاد بعد أن يطالبوني بشراء ملابس في مناسبات الأعياد والأفراح العائلية، أو مع بداية العام الدراسي الجديد وذلك لعدم اكتفاء راتبي الشهري للمتطلبات الأساسية، فالوضع أصبح قاسيا في ظل ارتفاع جنوني بالأسعار".
وتابع: "اضطر إلى رهن أي شيء ثمين لكي أوفر لأولادي ما يريدون ولمعالجتهم حتى أراهم سعيدين مثل باقي الأطفال ولكن استمرار هذا الوضع له عواقب وخيمة على حياة كل أسرة".
ومن نتائج غلاء الأسعار.. 
إن ارتفاع معدلات الجريمة في الشوارع والأماكن العامة والمنازل، وارتفاع معدلات البطالة والفقر والجوع، وعدم القدرة على الزواج، مما يؤدي إلى الإقدام على الجريمة من دون النظر إلى عواقبها، وإننا ما نلاحظه في وقتنا الحالي هو أن منحنى الجريمة يأخذ أرقاما تصاعدية يوما بعد الآخر بازدياد، بسبب غلاء الأسعار وعدم الحصول على لقمة العيش، وهذا ما ينذر بخلق حالة من الفوضى والخراب في أوساط المجتمع.
مافيا النفط
في سوريا المحاصرة لم تشهد أزمات بالمشتقات النفطية كما تشهدها العاصمة عدن والمحافظات المجاورة، وفي كل مرة يعود مسلسل المشتقات النفطية إلى الواجهة. 
معظم محطات الوقود خاوية من مشتقاتها، بسببٍ احتكار المصافي بزعامة زعيم المافيا أحمد العيسي وشريكه جلال هادي تحت ذرائع عدة.
وأكد تقرير للأمم المتحدة أن ثلاثة ملايين دولار من أموال المصافي هي عملية سرقة واحدة من عشرات عمليات الفساد التي يقوم بها العيسي وشريكه، في حين تبقى الحكومة مغردة على منصات التواصل الاجتماعي باتخاذ تدابير تسهم في القضاء على الأزمات المتكررة للمشتقات النفطية وكلها تغريدات مخدرة لامتصاص غضب الشعب.
العقيد عبدالقوي هيثم يفتتح عباراته بالخجل والحزن: "لقد عشت ردحا من الزمن ولم أشعر بالأرق كالذي أشعر به في الوقت الراهن، فكل يوم يزداد الوضع سوءا وإلى الأسوأ، وإن من يقف خلف صناعة الأزمات النفطية جهات ماتت ضمائرهم ولا يمدون للدين بصلة، وإن الحكومة الحالية ستدخل في مزبلة التاريخ لأنها الحكومة التي تقتل شعبها كل يوم بأزمات خانقة".
واختتم حديثه: "إن الأمر أكبر من مطالبة الحكومة بتشغيل عجلة التنمية الاقتصادية؛ حيث أصبح رحيل الحكومة هو الحل لأنها رأس أفعى الفساد".
افتعال الأزمات لمآرب سياسية  
لا شك بأن خلق الأزمات وتعقيدها له أهداف سياسية ومآرب قذرة يقف خلفها تجار الحروب ليحققوا مكاسب مادية وأخرى معنوية، وخلق الفوضى في الجنوب. وفي ذلك يقول الدكتور صدام عبدالله، وهو أكاديمي في جامعة عدن: "من يعتقد أن ارتفاع الأسعار هو نتيجة طبيعية لمخلفات الحرب والارتفاع العالمي فهو واهم، والصح أنها سياسة قذرة من حكومة الشرعية الفاسدة المختطفة من الإخوان بهدف تركيع الشعب الجنوبي واستسلامه لأجل القبول بأي حلول مقابل توفير الخدمات، وأبسط دليل بترول مأرب 3,700 ريال وعدن ٧,٤٠٠ريال هذا إن وجد! والعذر القبيح الذي تتغنى به سلطة الفساد، أن ذلك ناتج لتحرير أسعار المشتقات النفطية، فإذا سلمنا بهذه الحجة لماذا تحرير المشتقات على المناطق الجنوبية ومأرب لا ينطبق عليها ذلك؟". 
وتابع: "لذلك وجب على أبناء الجنوب رص الصفوف والتفكر جيدا: من يختلق بين الحين والآخر أزمة؟ وما الهدف الخفي وراء كل أزمة مفتعلة؟  وكيف يحاول مفتعلو الأزمات صرف أنظار الشعب عن أزمة المشتقات ورفع أسعارها بافتعال أزمة جديدة لأبناء الجنوب؟ وهذا ما ظهر جليا هذه الأيام من محاولة خلط الأوراق في عدن وتحريك ضعفاء النفوس وبعض الإعلام المأجور لإظهار بأن هناك خلاف جنوبي ومحاولة التشويه بالأمن وبالدور الإماراتي الذي لا ينكره إلا إنسان جاحد".
وأضاف: "إن الهدف الرئيسي من افتعال الأزمات هو إلهاء الشعب وتشجيع السوق السوداء لتعمل عملتها بأسعار خيالية، وعلى الشعب أن يفكر جيدا ويتأمل: لماذا يتم افتعال أزمات متتالية بين الحين والآخر؟ ولماذا يغذي الإخوان المتقمص بثوب الشرعية شق الصف الجنوبي بعد كل تحرك جنوبي للتقارب، خاصة بعد نجاح اللقاءات (الجنوبية - الجنوبية) التي دشنها، الانتقالي الجنوبي مع القيادات الجنوبية؟ يجب أن نتفكر جيدا أن خلق الأزمات وخلط الأوراق وراءها دائما جهات لا ترغب للتقارب الجنوبي، ويجب أن يكون شعب الجنوب واعٍ لذلك".