الذكرى العاشرة لمجزرة يوليو في #زنجـبار بأبين

الذكرى العاشرة لمجزرة يوليو في #زنجـبار بأبين

الذكرى العاشرة لمجزرة يوليو في #زنجـبار بأبين
2019-07-27 10:02:50
صوت المقاومة الجنوبية/متابعات

عندما تعود الذاكرة لعام 2009 يحضر على خاطر أبناء زنجبار يوم الثالث والعشرون من يوليو / تموز ، مُذكراً بأحد أفظع المجازر التي أرتكبت في أبين، مذبحة 23 يوليو التي راح ضحيتها 18 شهيدا وعشرات الجرحى من أبناء المحافظة خلال عدوان ماكان يسمى (بالإحتلال اليمني).

اليوم، وفي ذكراها العاشرة ، سنسلط في التقرير الضوء على الحدث والإستماع لشهود العيان، موضحين تفاصيل ماحدث من قلب المجزرة الموثقة والتي يرفض أبناء محافظة أبين نسيانها وإن طال الزمن، لتكون دليلا على مدى العدوان التي مرت بها محافظات الجنوب في عهد الوحدة أو إن صح التعبير في عهد (الوحلة اليمنية).
- أبين التاريخ والصمود 
محافظة أَبْيَن وعاصمة زنجبار، إحدى أبرز محافظات الجنوب والتي شكلت التاريخ قديما وحديثا، حيث أنجبت هذه المحافظة المهمشة تماما كبار القيادات والرؤساء والشخصيات المدنية والعسكرية والإجتماعية والسياسية والتي أثارت جدلا على مر العقود ، ومن هذه المحافظة ظهر ثلاثة رؤساء حكموا البلاد في عقود مختلفة كـ ( علي ناصر محمد، وسالم ربيع علي ، وعبدربه منصور رئيس الشرعية حاليا).
وتعد المحافظة من أكثر المحافظات صمودا ضد الإحتلال اليمني والشمالي وهو ما ربما يفسر سبب تهميشها سابقًا في عهد (وحدة علي صالح) وحاليًا (شرعية هادي) ، حيث تعتبر المحافظة بؤرة ومركز ينشط فيه ناشطو الجنوب من كافة التيارات الجنوبية المختلفة.
وبالاضافة للمذكور اعلاه، فإن أبين تعد داعم وسند هام لأبناء المحافظات الجنوبية والتي تمثل أبين بمواقفها العديدة والأخوية والتي كان آخرها إنطلاق قافلة أبناء ابين من عاصمة محافظة أبين يوم 15 يوليو الماضي الى الضالع لدعم جبهات القتال الجنوبية.
- 23 يوليو
مبكرًا ومنذ السابعة والثامنة صباحًا من يوم الخميس تجمعت الحشود والجماهير من كل حدب وصوب للإحتشاد والتظاهر السلمي في مدينة زنجبار بمحافظة ابين وبساحة التحرير والاستقلال تحديدًا أمام المكتب التنفيذي سابقا. 
وكان الدافع والسبب الأول الذي دفع بالمواطنين للإحتشاد هو تنفيذ فعالية سلمية لمناهضة أعمال القمع والعدوان التي استخدمها قوات الأحتلال اليمني بحق أبناء محافظات ومناطق الجنوب.
- بداية المجزرة 
في الساعة 9:30 صباحا، أطلقت القوات اليمنية -وبشكل هجمي وخال من المبادئ والإنسانية- وابلًا من الرصاص الحي نحو جموع المتظاهرين السلميين فكانت الصرخة الكبيرة والفاجعة التي أذهلت الجميع أثناء تأديتهم لشعائر مهرجانهم السلمي .
وقال شاهد عيان على المجزرة سعيد الدابيه بالقول "بينما كان المتظاهرين يرددون شعاراتهم للمطالبة بحقوقهم وبشكل سلمي وفق مايكفل لهم القانون الدولي والمحلي، داهمت قوات ماكان يسمى بقوات الأمن المركزي والتابع للسلطات اليمنية انذاك ولقوات الاحتلال الغاشمة".
- جريمة متكاملة الأركان
لا تزال صورة بركة الدماء التي تكونت في أحد شوارع زنجبار المشهد الأكثر تأثيراً في ذاكرة الثورة الجنوبية وفي تلك المجزرة والجريمة، فقد سقط أكثر من 18 شهيدا وعشرات من الجرحى والمصابين والذين ظلوا في الإنتظار تحت حرارة الشمس حتى فارقوا الحياة.
"جريمة متكاملة الأركان" هي الاجابة الوحيدة التي اجابها الحاج علي الغاز عند سؤالنا له عن ماحدث، حيث أكد أن "ماكانت تسمى بقوات الأمن المركزي، فتحت نيران أسلحتها الخفيفة والمتوسطة صوب المتظاهرين الجنوبيين السلميين".
شاهد عيان اخر كان شاهدا على ماحدث، قال ان "قوات الاحتلال اليمني بعد ارتكابها لتلك المجزرة الكبيرة منعت جميع المسعفين من الاقتراب او حتى نقل واسعاف الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات القريبة، والذي نتج عنه وفاة وإستشهاد العديد منهم".
- محاولات إعلام الإحتلال لتبرير المجزرة
رياء، ونفاق، وتبريرات رخيصة ومدفوعة مسبقا..هكذا ذهبت وسائل الإعلام انذاك الى تبرير ماحدث ، وسائل الإعلام التي نتجنب ذكر أسمائها والتي لايزال بعضها يكن العداء للجنوب إلى يومنا هذا.
روايات الإحتلال وإعلامه الرخيص تناولت أن المتظاهرين كانوا حاملين للأسلحة وهم من أطلقوا الرصاص على الأمن وبالقول في روايات الإحتلال: "انهم كانوا مسلحين وتحميلهم المسئولية الكاملة عن هذا الفعل الذي راح ضحيته الأبرياء" ، في حين نفت جميع المصادر ماذكر.
وفي لقاءات مع مواطنين، أكد ربيع علي ان "هذه المجزرة إستمرارا لنهج أتبعه جهاز الأمن المركزي بإنتهاك حرمة الدماء في الجنوب عامة و أبين خاصة وان التبريرات كانت مفضوحة للجميع حيث شهد 2009 إنتهاكات لا تعد ولاتحصى". 
- هيومن رايتس ووتش : قتل باسم الوحدة
(باسم الوحدة : رد الحكومة اليمنية القاسي على احتجاجات الحراك الجنوبي) هكذا كان أحد أبرز عنواين التحقيقات لشهر ديسمبر من عام 2009م والتي نشرتها المنظمة الأمريكية هيومن رايتس ووتش �مراقبة حقوق الإنسان� في تقرير للمنظمة نشر عن إنتهاكات القوات اليمنية والجرائم المرتكبة في العام 2009 والحملة القمعية العنيفة التي استهدفت الحراك الجنوبي بجميع المحافظات.
وجاء في مقدمة التقرير : "لجأت قوات الأمن، والأمن المركزي على الأخص، إلى ارتكاب انتهاكات موسعة لحقت بالجنوب، منها القتل غير القانوني والاحتجاز التعسفي والضرب وقمع حريات التجمع والتعبير"، مضيفا انه "وفي الاحتجاجات بعام 2009 والتي حققت فيها هيومن رايتس ووتش بعمق، انتهكت قوات الأمن اليمنية جميع هذه المعايير". 
- اخيرا
بانتهاء ذلك اليوم الأسود، طويت صفحة سوداء من تاريخ (الوحلة اليمنية)، لكن دماء ذلك اليوم سيظل يقرع مضرجة كل أبواب التاريخ مذكرًا بمجزرة أنتهكت فيها حرمة الدماء.