ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن دول التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بدور مهم وبارز في تحرير وتأمين وتطبيع الحياة في المحافظات اليمنية.
إذ سارت دولة الإمارات خلال مشاركتها في اليمن وفق خطة محكمة في ثلاثة خطوط متوازية تقوم على مبدأ يد تحرر وأخرى تعمر، بتحرير المحافظات وتطبيع الحياة فيها وتأمينها. وما زال أهالي عدن يتذكرون وصول طلائع القوات الخاصة الإماراتية في مايو 2015 ومشاركتهم في تحرير مطار المدينة، وصولاً إلى تحرير كامل المحافظات الجنوبية.
كما يتذكر أبناء عدن، وصول أول سفينة إغاثة إلى ميناء عدن في مايو 2015، على الرغم من سيطرة الميليشيات على أجزاء من المحافظة، حيث كانت بمثابة سفينة الإنقاذ التي أنقذت عدن وقتها من حصار ميليشيات الحوثي وبطشهم. واستمرت القوات الإماراتية في الوصول إلى عدن، وكان لها دور محوري في تحرير لحج وأبين ومأرب وصولاً إلى تحرير مناطق الساحل الغربي.
-دور إغاثي فاعل
وبالتزامن استمرت المنظمات الإنسانية الإماراتية وبينها هيئة الهلال الأحمر، في تطبيع الحياة في هذه المحافظات، وطبقاً لخبراء في الشأن اليمني، اعتمدت الإمارات سياسة يد تحرر وأخرى تعمر وتبني، حتى وصلت المحافظات المحررة إلى ما وصلت إليه اليوم من أمن واستقرار خلال وقت قياسي نظراً للتركة الثقيلة والدمار الذي خلفه الانقلاب.
وتمكنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال وقت وجيز، من إعادة تشغيل كل المؤسسات الخدمية الضرورية، من كهرباء وماء ومدارس ومستشفيات، وشدد سكان تلك المناطق على أن الهلال الأحمر ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الناس، وكان دورها هو الأبرز والأكثر حضوراً بين المنظمات الإنسانية الأخرى، ما جعلها حديث الناس في المحافظات المحررة، لما قدمته من خدمات ومساعدات ساهمت في عودة الحياة وتخفيف أضرار الحرب.
مؤكدين انه وبفضل «الهلال» عادت المدارس وفتحت أبوابها في عدن كما عادت مستشفياتها ومرافقها الحكومية، وعاد الناس إلى أعمالهم خلال أقل من شهرين بعد التحرير.
-مكافحة الإرهاب
وعانت المحافظات الجنوبية في اليمن من تركة ثقيلة بسبب النظام السابق، وكانت تنتشر في معظم مناطقها الجماعات الإرهابية المسلحة، حتى أن تنظيم القاعدة في اليمن مصنف عالمياً من أخطر التنظيمات التي تهدد العالم.
إذ عبثت الجماعات المسلحة بأمن المحافظات المحررة منذ 2011 فنفذت اغتيالات طالت الكوادر الأمنية والعسكرية والمدنية، فضلاً عن التفجيرات الانتحارية، واحتلال مدن ومحافظات وإسقاطها، وتحويلها إلى ولايات تديرها الجماعات المتشددة.
وظلت ورقة الجماعات المسلحة هماً يؤرق أبناء المحافظات المحررة، لاسيما بعد تحريرها من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، وانهيار الأجهزة الأمنية، وباتت لديهم مخاوف من سقوط كامل هذه المحافظات بيد الجماعات الإرهابية التي تسلحت جيداً في الحرب.
لكن الإمارات وضعت أمن المحافظات المحررة أولوية لها، ومنذُ اللحظات الأولى، تم إعادة تأهيل أقسام الشرطة، واستيعاب عناصر المقاومة الشعبية وتدريبهم وتأهيلهم. خلال أقل من 5 شهور تخرجت عدد من الألوية، منها ألوية الحزام الأمني والدعم والإسناد، وهي الألوية التي أوكل إليها محاربة الإرهاب، وتمكنت بدعم وإشراف إماراتي كامل، من تحرير المحافظات الجنوبية من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش.
وتم طرد هذه الجماعات من عدن ولحج وأبين، ومن ثم مدينة المكلا التي كانت إمارة يحكمها تنظيم القاعدة، وبعدها محافظة شبوة، لتحقق هذه القوات إنجازات قياسية كانت محل إشادة من قبل اليمنيين والمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن الدولي.