*خاص..المياه في عدن أزمة مزمنة فاقمتها الحرب*

*خاص..المياه في عدن أزمة مزمنة فاقمتها الحرب*

*خاص..المياه في عدن أزمة مزمنة فاقمتها الحرب*
2019-04-19 19:08:28
صوت المقاومة/خاص
استطلاع/ نوال باقطيان:
يعاني سكان محافظة عدن من أزمة مياه طالت أجزاءً كبيرةً من مديريات العاصمة منذ سنوات عدة، وبسبب الاكتظاظ السكاني والنزوح الهائل جراء الحرب المستعرة في أرجاء اليمن والزحف العمراني العشوائي فاقم من حدة الأزمة وجعلت الأغلبية العظمى من السكان يقعون تحت طائل الانقطاعات المستمرة لأكثر من شهرين في ظل أوضاع اقتصادية متردية واستغلال وجشع من أصحاب البوز (صهاريج المياه) لحاجة السكان.. 
 
*انتشار الاوبئة*
تقول أم محمد، أحد سكان شارع الكثيري في مديرية المنصورة: (بدأ انقطاع المياه منذ العيد ثم قالوا إنهم أصلحوه، استمرت المياه في المنزل لمدة أربعة أشهر بعدها انقطع الماء لمدة شهرين بشكل كلي). 
 
ثم تضيف قائلة بإسهاب: (اضطر لشراء الماء من البوز بسعر قد يصل إلى أربعة ألف أو خمسة ألف وأستهلكه في يوم واحد فقط لأنني أستخدمه للشرب عبر فلتر للماء فيتم استهلاك الماء بالإضافة لكوني مستأجرة والخزان مشتركة مع اثنين من جيراني، تصوري كل منزل لديه ٨ أطفال ونستهلك خزانا واحدا!). 
 
سألتها: هل زوجك موظف وقادر على شراء المياه كل مرة؟ أجابتني قائلة: (زوجي راتبه زهيد ولديه أسرة أخرى ينفق عليها ولأنني أيضا موظفة أساعد في نفقات المنزل لكن الأغلبية من الناس يعانون من ظروف اقتصادية سيئة فلا يستطيعون شراء المياه؛ لكن النظافة مهمة في ظل انتشار الأوبئة كحمى الضنك والكوليرا خاصة بعد انقطاعات المياه عن المنازل الأمر الذي يجعل من ربة المنزل تخزن المياه بصورة غير صحية). 
 
ثم تضيف أم محمد قائلة: (رمضان على الأبواب ونحن كربات بيوت نريد أن نقوم بتنظيف المنزل استقبالا للشهر الكريم ولا نستطيع ذلك بسبب انقطاع الماء فقد نحتاج إلى شراء بوزتين من الماء للتنظيف). 
 
*مطلقة وأم لثلاث بنات* 
تروي لي أم نور مأساتها مع الماء قائلة: (انقطع الماء منذ شهر تقريبا وكوني أمًا لثلاثة بنات ومطلقة يمثل لي انقطاع الماء مشكلة كبيرة، فوالد بناتي لا ينفق على بناته منذ خمسة أشهر فهو متزوج من أخرى ولم يرسل لي ورقة طلاقي ولا نفقات لبناتي، ووالدي رجل عجوز راتبه ٢٩ ألف يرسل لي نصفه من البلاد كل شهر ليعينني على مصروفهن). 
 
سألتها: كيف تدبرين الماء إذن؟ أجابت قائلة: (اضطر لشراء المياه من البوز وأقتسمه مع جيراني أدفع لهم ٢٠٠٠ ريال لأن خزان الماء كما ترين أمام المنزل صغير مستأجرة هذا السكن بعشرة ألف وكما ترين لا يتوفر فيه أبسط متطلبات الحياة اضطر لشراء الماء بوزة ما تكفيش حتى أسبوع واحد فقط، ونضطر لشرائه مرة أخرى لا أستطيع الخروج لطلب الماء من المسجد لأنه بعيد ولا يستطيع والدي جلب الماء لي كما ترين شيخ كبير لا يقوى على الحمل). 
 
ثم تضيف شارحة ظروفها: (نلاصق الدنيا ملاصقة!، أيش نعمل؟ أروح أشحت؟ ما يصلح، الروتي هذا أشتريه لما وحدة من جاراتي تعطيني المائة المائتين، أيش نعمل؟ الرزق من الله). 
 
*متابع للماء منذ عام ونصف* 
أزمة المياه اشتدت حدة في الشهرين الأخيرين إلا أن بعض مناطق المنصورة خاصة بالقرب من مركز شرطة القاهرة تعاني من شحة المياه منذ أكثر من عام ونصف، أترك لكم عبد الحكيم فضل شايف أحد متابعي إدارة المياه ليقول: ( انقطاع المياه عندنا منذ سنة ونصف ونحن نتابع خلاله إدارة المياه، آخر قرار كان ربط مشروعنا حينا كامل بمشروع آخر، هو الآن باقي لنا توقيع المدير فقط وكل يوم يختلقون الأعذار،  المهندس صلاح العيدروس عارف بالمشروع، المدير أيضا فتحي السقاف عارف، وإلى الآن لم يعملوا لنا حاجة، لنا سنة ونصف لم نجد آذانًا صاغية). يواصل حديثه: (نضطر إلى شراء بوزة تصل سعرها من ٤٥٠٠ إلى ٦٠٠٠ وأنا موظف في الشرطة ومرتباتنا متقطعة، عندي ضيوف أحرج منهم بسبب هذه المشكلة، أهم حاجة الماء، الماء هو الحياة والبوزة تكفيني أقل من أسبوع، كل أسبوع أبقي من المصروف ٥٠٠٠للماء، يعني ميزانية من نفسها). 
 
*تواجد الأطفال يكثر من استخدامنا*
فاطمة سند، إحدى سكان شارع الكثيري تقول: (لنا شهرين منقطع الماء، ثلاث مرات ننزل المياه أحيانا نلحق ومرات لا، في الفترة الأخيرة كان يوصل الماء بالحنفية ضعيف جدا الآن الحنفية لا يوجد فيها قطرة حتى بالدينمة). 
 
تضيف قائلة: (جيراننا جميعهم لا يتوجهون إلى إدارة المياه للشكوى لأنهم قادرون على شراء المياه، ما حد بيحس بهذا إلا الشعب الغلبان، فاللي معاهم أطفال يعانون من أزمة واللي عدد الأشخاص في المنزل كثير يعانون أكثر، لدي فترة دراسة وامتحانات وعندك أزمة ماء). 
تضيف شارحة: (لدينا خزان سعته ٣٠٠٠ ونضطر إلى شراء الماء من البوز بـ٥٠٠٠ ألف، أحيانا نشارك مع الجيران والبعض الآخر لأنهم نازحين نعبي لهم الفائض بدبب، بعضهم ما عندهم حق الطعام فكيف يستطيعون شراء الماء؟؛ أحيانا يكون عندنا ضيوف بس الأطفال من نفسهم يشتي لهم خزان مع تصبين ملابس الأطفال لا يكفينا سوى ثلاثة أسابيع نهاية الشهر نصبر عشان نشتري الماء ببداية الشهر الجديد، الحمد لله الوالدة ترسل لنا فلوس وبعض الأحيان من راتبي). 
 
*ضيوف وإحراج*
أم خلود أحد سكان شارع الكثيري تقول: (لنا شهرين على انقطاع الماء نضطر إلى شراء بوزة ماء آخر مرة اشترينا بستة ألف كلمة لم يرضَ صاحب البوزة تخفيض النقود واستغل حاجتنا لدينا أربعة خزانات صغيرة ومع ذلك لا تكفينا إلا ١٥ يوما، إلى متى نظل نشتري بوز وجميعنا نعمل بالشرطة؟!). 
 
ثم تضيف شارحة: (كان لدينا ضيوف من خارج اليمن وأنتِ تعرفي كيف لما يكونوا عندك ضيوف يزيد الاستهلاك، الضيوف يقولوا لنا: الله يعينكم على الحياة!..هنا خزيتوا بنا أمام الغرب، عيب والله عيب، مرة كهرباء، مرة طفح مجاري، مرة مياه، إلى متى؟)
 
ثم تضيف قائلة: (رمضان قرب نريد أن ننظف أو تريدون الدعاء عليكم، الرجال من منطقتنا ذهبوا إلى إدارة المياه واشتكوا فردوا عليهم أنهم بيركبوا مضخات جديدة وقالوا لنا انتظروا عشرة أيام، بننتظر وبنشوف). 
 
*انفراجة قريبة*
أكد نائب مدير مؤسسة المياه بعدن فتحي السقاف أن مشكلة انقطاعات المياه الأخيرة في المدينة ستحل خلال ١٠ أيام فقط. 
وقال السقاف: "إن عددًا من الآبار توقفت عن العمل". موضحا بأن المؤسسة بصدد تركيب ٢٣ مضخة مياه خلال الأيام المقبلة، مؤكدا على انتهاء أزمة المياه خلال ١٠ أيام. 
 
اذن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتم معالجة مشكلة الانقطاعات التي طالت معظم مديريات عدن فقط أي الأزمة الأخيرة ويترك باقي المناطق التي عانت منذ سنوات عديدة من عدم وصول المياه إلى منازلهم؟ هل سيتم حل الأزمة من جذورها أم الحلول ستكون ترقيعية فقط فشعب العيدروس والمنازل في القلوعة والمعلا، خاصة المرتفعة، وشارع الكثيري ومنطقة الممدارة القديمة عانوا ومازالوا يعانون من عدم وصول المياه للمنازل منذ سنوات عدة وفي حال شكواهم لمؤسسة المياه لم يجدوا أي تفاعل من المؤسسة سوى الوعود والتسويف؟.