حذر استاذ الاقتصاد بجامعة عدن الدكتور محمد علي همام بن همام من الهجمة المرتدة وخطورتها على قيمة الريال. مؤكد ان التحسن ليس وليد اضافة انتاجية او نتاج سياسات نقدية ومالية مستدامة انعكست في تحسن اقتصادي حقيقي يمكن الارتكاز عليه.. وبالتالي مع اول طلب حقيقي سوف ينكشف الريال ويعود الى سابق عهده من التدهور المتصاعد
وقال :لازلت عند اعتقادي بان تحسن قيمة الريال اليمني امام العملات الاخرى يعد تحسن غير حقيقي حتى اللحظة وفي ضوء مارشح على السطح من مؤشرات مالية واقتصادية .فهذا التحسن الظاهري ناتج عن انكفاء الطلب والمضاربة مؤقتا والذي كان يدار ممن يمتلكون السيولة العالية من الريال ويتحكمون في ادارته بدرجة اساسية.
وايضا ناتج عن لجم الطلب الحقيقي للتجار باجراءات قمعية وبوليسية.وهذه المعالجات لاتخلق استقرار او تحسن حقيقي. فبعد حين سوف ينشط الطلب من تحت الطاوله باشكال مختلفة وسوف يعود المضاربون لتجريف السوق وسوف ينادون هل من مزيد.
وقال انه مع اول طلب حقيقي سوف ينكشف الريال ويعود الى سابق عهده من التدهور المتصاعد. فالتحسن الحقيقي لقيمة الريال يجب ان يعكس نفسه على اسعار السلع والخدمات بشكل عام.ايضا يجب ان يصاحبه قدرة واستعداد البنك المركزي على مواجه حاجه المجتمع والتجار للدولار بالسعر الذي يحدده اي تلبية الطلب السوقي ..ولااعتقد ان هذين المؤشرين قد تحققا......
لذلك سنظل نفسر مايحصل على انه مجرد فقاعة صابون مصحوبه بحملة اعلامية عاصفة سوف تجرف ممتلكات ومخزون الناس البسطاء من العملات الاخرى وعندما تنتهي سوف تتلاشى مع اول خيط لشروق الشمس اي الطلب الحقيقي على العملات .
لذلك نحذر مرارا وتكرارا من الهجمة المرتدة لانها لن تمهلنا كثيرا ان تحققت فسوف تقضي على ماتبقى من امال في احداث تحسن حقيقي للاقتصاد يستند على ادوات حقيقية .
***
من جهته حذر وزير المالية السابق البرفسور سيف العسلي من الانهيار المتسارع للعملات الأجنبية وتعافي الريال اليمني بشكل مفاجئ
وقال العسلي في سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر "إلى من يهمه الأمر أن كان هناك من يهمه الأمر توقفوا أو أوقفوا هذه اللعبة الخطيرة في التلاعب في أسعار الصرف أن اعلموا أن الآثار السلبية لتخفيض سعر الصرف أكثر من الآثار السلبية لارتفاعه لا بد من استقراره لما لا يقل عن 6 أشهر عند اي سعر ليكون الأمر مقبول.. الان إما ينخفض أو يرتفع وذلك مضر".
وأضاف العسلي"اني اعتقد ان اللجنة الاقتصادية أو البنك المركزي أو رئيس حكومة هادي أو هادي أو جميعا اوقعوا أنفسهم والشعب اليمني في كمين قاتل اي انهم لم يكونوا يتوقعون أن تدخلهم المحدود سيكون له تأثير كبير كما حدث فبالغوا في التدخل ولكنهم الان فوجئوا بتكلفته فإن توقف عاد للارتفاع وان استمروا نقص".
وتابع في تغريده ثالثة قائلا "إنني على ثقة أن ما يجري للريال اليمني شيء لا علاقة له بالاقتصاد ولا بالسياسة إنما هو عذاب من الله للذين هذ اللعبة لن تستمر طويلا وسيعود الريال إلى وضعه الطبيعي اي ما بين 700 والف ولكن لا أدري متى ومن أراد أن يصدقني فهو حر ومن لم يرد ان يصدقني حر هذا رأي علمي والعالم ليس ضامننا".
**
أما مصطفي نصر رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي قال ان هذا التحسن يبقى مؤقتا وغير قابل للديمومة ما لم يتم إيجاد مصادر مستدامة لتمويل احتياجات البلد من العملة الصعبة.
وقال في منشور بحسابه : البعض يتساءل الي أين سيتوقف سعر الريال، وأقول من الصعب التكهن بذلك لان ذلك محكوم بالسياسات والقرارات والثمن الذي ستدفعه الحكومة مقابل ذلك الاستقرار، والقضية يحكمها العرض والطلب.