بتخادم مُعلن.. تنسيق حوثي إخواني داعشي لإرباك الوضع في الجنوب (تقرير)

بتخادم مُعلن.. تنسيق حوثي إخواني داعشي لإرباك الوضع في الجنوب (تقرير)

بتخادم مُعلن.. تنسيق حوثي إخواني داعشي لإرباك الوضع في الجنوب (تقرير)
2025-10-29 23:03:41
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير -خاص

مع النجاحات والتحركات السياسية والدبلوماسية التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا داخليًا وخاارجيًا بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، تزامنت معها حالة من التطورات المتسارعة التي تكشف حجم التنسيق الخفي والمعلن بين جماعة الحوثي وتنظيم الإخوان.
مشهدٌ يؤكد أن العداء للجنوب وقضيته أصبح نقطة التقاءٍ رئيسية تجمع خصومًا تقليديين فرّقتهم المذاهب والمصالح، ووحّدتهم الكراهية التاريخية لمشروع الجنوب وقضيته العادلة.

خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، رُصدت مؤشرات متعددة على هذا التخادم الميداني والإعلامي بين الطرفين، أبرزها تزامن التحركات العسكرية لمليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي في جبهات أبين والمحفد والحد يافع والضالع، مع تصعيدٍ إعلامي ممنهج تقوده أدوات الإخوان في الخارج ضد القوات المسلحة الجنوبية، في محاولةٍ لتشويه صورتها وإرباك جبهاتها.

لم تعد هذه التحركات مجرّد تلاقي مصالح مؤقتة، بل تحوّلت إلى تنسيقٍ عمليّ واضح.
فبينما يهاجم الحوثي مواقع القوات الجنوبية، تتولّى المنصّات الإعلامية الإخوانية تبرير تلك الهجمات أو التحريض ضد الجنوب بالخطاب ذاته، بل وتدفع بعناصرها لتنفيذ أعمالٍ إرهابية تستهدف مقرات وجنود القوات المسلحة الجنوبية.
كما حدث مؤخرًا حين أرسل تنظيم القاعدة – وهو الجناح العسكري للإخوان المسلمين في اليمن – مجموعة من عناصره لتنفيذ أعمالٍ إرهابية ضد مقر وجنود القوات الجنوبية بهدف الاستيلاء على المقر، لكنهم لاقوا مصرعهم جميعًا على الفور، في خطوةٍ تعكس مدى الإصرار على الانتحار في سبيل الدفاع عن مصالحهم في أرض الجنوب، تلك المصالح التي نشأت منذ ما سُمّي بـ“الوحدة اليمنية” عقب اجتياح واحتلال الجنوب بعد حرب صيف 1994م.

 

"توحيد الخطاب.. تحريض إعلامي ممنهج ضد الجنوب"

من اللافت أنّ الخطاب الإعلامي للإخوان والحوثيين أصبح متطابقًا في المضمون، حيث يتبادلان الأدوار في التحريض على القوات الجنوبية واتهامها تارةً بـ“المليشيات”، وتارةً أخرى بـ“الانفصالية”، في محاولةٍ لتشويه مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة وتشويش الرأي العام.

في المقابل، تُظهر الوقائع الميدانية أنّ القوات المسلحة الجنوبية تقاتل بثباتٍ في جبهات أبين ويافع والضالع، وتغنم كمياتٍ من الأسلحة والمعدات الحوثية بعد صدّ الهجمات الأخيرة، في تأكيدٍ على جهوزيتها العالية وقدرتها على حماية حدود الجنوب من أيّ تهديدٍ إرهابي أو طائفي.

 

"وجوهٌ معروفة وأدوارٌ مشبوهة"

في واجهة هذا المشهد يبرز الاخواني الارهابي المزدوج المدعو  أمجد خالد، الذي أعاد مؤخرًا طرح ما سماه “المقاومة الوطنية الجنوبية”، بدعم اخواني حوثي وهي تسميةٌ تُخفي وراءها نشاطًا يستهدف القوات الجنوبية ويعمل على تشويهها إعلاميًا.
الرجل الذي سبق أن صدر بحقه حكمٌ بالإعدام من المحكمة العسكرية بعدن، إثر تورّطه في جرائم بحق جنود المقاومة الجنوبية ودفنهم في حوش معسكر النقل، وتنفيذه لعمليات اغتيال طالت قياداتٍ عسكرية وأمنية ومدنية جنوبية عقب حرب 2015م، يعود اليوم إلى الواجهة بغطاءٍ إعلامي وتمويلٍ سياسي مكشوف، في مسعى لإعادة إنتاج الفوضى في العاصمة عدن ومحيطها.

وبموازاة ذلك، يواصل الاصلاحي المدعو عادل الحسني نشاطه من الخارج عبر حملات تحريضية تستهدف الجنوب وقياداته، مستخدمًا المنصات الإعلامية والتمويل القطري لتبرير الإرهاب وتلميع الجماعات المتطرفة، بينما لا تُسجَّل في مناطق الحوثيين أي عمليات إرهابية تُذكر، في دلالةٍ واضحة على أن البوصلة موجّهة نحو الجنوب وحده.

 

"الإعلام الموجَّه.. سلاح الحرب الناعمة"

القنوات المموّلة من جماعة الإخوان تمارس اليوم حربًا نفسية ممنهجة ضد الجنوب، تُدار وفق استراتيجية تضليلٍ دقيقة تبدأ من اختلاق الخبر، ثم ترويجه عبر حساباتٍ ممولة، وصولًا إلى تدويره في البرامج الحوارية لإكسابه صفة الحقيقة.

في المقابل، تتغاضى هذه القنوات عن جرائم الحوثيين، وتقدّم الجماعات الإرهابية كمكوّناتٍ سياسية “طبيعية”، في محاولةٍ لتبييض صورتها وتشويه الوعي الجمعي الجنوبي.
ولم تعد حملات التحريض تقف عند حدود النقد، بل وصلت إلى الدعوات العلنية لقصف مطار عدن والمنشآت الحيوية، في تعبيرٍ صارخٍ عن حجم الحقد الموجَّه نحو الجنوب وشعبه.

 

"الجنوب هدفٌ مشترك.. والمصير واحد للمتآمرين"

هكذا تتّضح ملامح المرحلة: تحالفاتٌ متناقضة شكلًا، موحّدة مضمونًا، تسعى لإرباك الجنوب وتشويه منجزاته الأمنية والعسكرية بعد أن فشل خصومه في مواجهته ميدانيًا.
ومع كلّ جولةٍ جديدة من التخادم بين الحوثي والإخوان، تتعزّز قناعة الشارع الجنوبي بأنّ المعركة لم تعد بين أطرافٍ يمنية متصارعة، بل بين مشروع دولةٍ جنوبيةٍ تسعى للاستقرار، ومشاريع فوضى تريد إعادته إلى المربع الأول.

 

" الوعي السلاح الأقوى للجنوب"

إنّ ما يجري اليوم لا يُدرج ضمن صراعٍ سياسيٍ عابر، بل حربٌ متكاملة الأركان تستهدف الوعي قبل السلاح، والهوية قبل الأرض.
لذلك، فإنّ رصّ الصفوف وتعزيز التماسك الشعبي والسياسي هو الردّ الحقيقي على كلّ محاولات الاختراق.
العدوّ اليوم لا يأتي بوجهٍ واحد، بل بأقنعةٍ متعددة، تسعى جميعها لهدفٍ واحد: كسر إرادة الجنوب وتشويه مشروعه الوطني بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلًا بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

لكن وعي الجنوب، وإدراكه لحجم المؤامرة، كفيلٌ بإفشال كلّ مخططاتهم مهما تنكّروا بالشعارات.
فالحرب على الجنوب اليوم ليست فقط حربَ ميدانٍ وسلاح، بل معركةٌ على الوعي والهوية.
وعي الجمهور هو خط الدفاع الأول، والوحدة الوطنية الجنوبية هي السلاح الأهم لإفشال أيّ مخططٍ يهدف إلى تفتيت الأرض والمصير.