آخرها الى موسكو .. الرئيس الزُبيدي يفتح بوابة الجنوب نحو العالم ويؤسس لشراكة دولية جديدة (تقرير)

آخرها الى موسكو .. الرئيس الزُبيدي يفتح بوابة الجنوب نحو العالم ويؤسس لشراكة دولية جديدة (تقرير)

آخرها الى موسكو .. الرئيس الزُبيدي يفتح بوابة الجنوب نحو العالم ويؤسس لشراكة دولية جديدة (تقرير)
2025-10-28 20:51:06
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير -خاص


في لحظة فارقة من التاريخ السياسي الجنوبي، وصل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسيإلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية وُصفت بأنها الأكثر تأثيراً في مسار العلاقات الدولية للجنوب منذ عقود، لتضع الجنوب مجدداً في قلب الاهتمام الدولي وتؤكد أنه شريك فاعل لا يمكن تجاوزه في صناعة السلام والاستقرار بالمنطقة.

 

"لقاء استراتيجي بين الجنوب وموسكو"

استقبل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة موسكو، حيث جرى بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل توسيع التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني.
وأكد الطرفان خلال اللقاء على أهمية تطوير العلاقات الروسية – الجنوبية في إطار من الصداقة والتفاهم المشترك، مع التركيز على الملفات المرتبطة بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وضمان استقرار الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما أولى اللقاء اهتماماً خاصاً بجهود دفع العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، بما يضمن حلولاً واقعية تأخذ بعين الاعتبار الحق المشروع لشعب الجنوب في تقرير مصيره، بوصفه طرفاً أساسياً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية قادمة.

وفي ختام اللقاء، قال الرئيس القائد الزُبيدي في تصريح رسمي:

“اختتمنا زيارة ناجحة لموسكو بحثنا خلالها تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف السياسية والاقتصادية، ونحن ملتزمون بتكثيف جهودنا الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار والتنمية وترسيخ سيادة شعبنا على أرضه.”

 

"جذور العلاقات الروسية – الجنوبية"

لم تأتِ زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إلى موسكو من فراغ، بل جاءت امتداداً لعلاقات تاريخية عميقة بين دولة الجنوب سابقاً (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والاتحاد السوفييتي، الذي كان يُعد الحليف الاستراتيجي الأول للجنوب خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات.
فقد شهدت تلك المرحلة تعاوناً واسعاً في مجالات الدفاع والتعليم والبنية التحتية، حيث تلقى آلاف الجنوبيين تعليمهم العالي في الجامعات السوفييتية، وتلقت القوات المسلحة الجنوبية دعماً تدريبياً ولوجستياً كبيراً.
ورغم التغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة لاحقاً، ظلّت موسكو تحتفظ بعلاقات احترام وتقدير للجنوب، وهو ما يُفسّر عمق التفاهم الذي برز خلال هذه الزيارة، واستعداد روسيا لتجديد أواصر التعاون في إطار جديد يقوم على المصالح المشتركة والرؤية المتبادلة للاستقرار والتنمية.

 

"زيارة تتحدث بلغة القرار السيادي"

زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي  إلى موسكو  لم تكن زيارة بروتوكولية عابرة، بل كانت إعلاناً صريحاً عن ولادة واقع سياسي جديد، مفاده أن الجنوب لم يعد ساحة هامشية في الصراعات، بل رقماً صعباً في معادلة التوازن الإقليمي والدولي.
لقد حمل الزُبيدي معه إلى موسكو رؤية الجنوب الواضحة والمستقلة، التي ترتكز على مبدأ الشراكة المتكافئة والسلام العادل، لا على التبعية أو انتظار الإملاءات من الآخرين.

وتُظهر لغة المباحثات ومضامين البيان الختامي للزيارة أن الجنوب بات يمتلك أدواته السياسية والدبلوماسية، وأن صوت عدن والضالع وأبين وحضرموت وشبوة ولحج والمهرة أصبح يُسمع في العواصم الكبرى، بعدما كان يُغيب لعقود طويلة خلف جدران التهميش.

 

"دلالات الزيارة "

تشير القراءات السياسية إلى أن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو تمثل تحولاً محورياً في موقع الجنوب الإقليمي والدولي، حيث نقلت القضية الجنوبية من إطارها المحلي إلى فضاء التأثير العالمي، مؤكدة أن الجنوب يمتلك قراره السيادي وقدرته على صياغة رؤيته الخاصة.
فالزيارة حملت رسائل واضحة إلى العالم مفادها أن الجنوب لم يعد ينتظر أحداً ليتحدث باسمه، بل أصبح يتحدث بلغته، ويدافع عن مصالحه بنفسه، مستنداً إلى مشروعية نضاله وتضحيات أبنائه.
كما أعادت الزيارة التأكيد على أن الجنوب اليوم شريك حقيقي في صناعة السلام والاستقرار، لا طرفاً هامشياً في النزاعات، وهو ما أدركته موسكو خلال اللقاءات الرسمية وما تبعها من تفاهمات سياسية واقتصادية.

 

"انعكاسات الزيارة.. الجنوب في الوعي الدولي"

تشير التحليلات إلى أن الزيارة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ تشهد المنطقة تحولات كبرى في موازين القوى، وانفتاحاً متزايداً نحو الفاعلين القادرين على ضمان الأمن والاستقرار.
لقد أدركت روسيا ومعها أطراف دولية عديدة أن الجنوب هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، وأن تجاهله لم يعد ممكناً بعد أن أثبتت قواته قدرتها على محاربة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية.
كما أن الحراك السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزُبيدي أظهر نضجاً في التعاطي مع المجتمع الدولي، متوازناً بين الواقعية السياسية والثبات على المبادئ الوطنية.

 

تفاعل جنوبي بحملة إلكترونية ضخمة عبّرت عن شعور الجنوبيين بالفخر والاعتزاز، معتبرين أن الزيارة تمثل تتويجاً لمسار طويل من النضال السياسي والميداني، وتأكيداً على أن الجنوب بات اليوم حاضراً بقراره وسيادته في المشهد الدولي.

 

"من موسكو.. الجنوب يطل على العالم"

تُجسد زيارة الرئيس القائد الزُبيدي إلى روسيا تحولاً نوعياً في مفهوم العمل السياسي الجنوبي، من مرحلة الدفاع عن القضية إلى مرحلة تصدير الرؤية والموقف، في إطار مشروع وطني متكامل يُعنى بالسلام والتنمية والسيادة.

فقد قدّم الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته رؤية الجنوب كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات الدولية، وموقعه الاستراتيجي بوصفه بوابة العالم إلى بحر العرب والمحيط الهندي.
ولعل الرسالة الأعمق التي حملتها هذه الزيارة هي أن الجنوب اليوم يدخل المشهد الدولي من أوسع أبوابه، بثقة وشموخ، مستنداً إلى إرادة شعبية صلبة ومشروع وطني واضح المعالم.