دعوة الرئيس الزُبيدي لإحياء ذكرى اكتوبر .. تجسد إرادة شعب الجنوب في استعادة دولتهم (تقرير)

دعوة الرئيس الزُبيدي لإحياء ذكرى اكتوبر .. تجسد إرادة شعب الجنوب في استعادة دولتهم (تقرير)

دعوة الرئيس الزُبيدي لإحياء ذكرى اكتوبر .. تجسد إرادة شعب الجنوب في استعادة دولتهم (تقرير)
2025-10-13 09:51:37
صوت المقاومة الجنوبية/بشير الهدياني

 


يشهد الجنوب، اليوم، حراكًا وطنيًا واسعًا وتحضيرات مكثفة تقودها هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي ومجالس المحافظات والمديريات للاحتفاء بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، الثورة التي دشّنت مسيرة تحرر الجنوب من الاستعمار البريطاني عام 1963م، ووضعت أول لبنة في بناء الدولة الجنوبية الحرة والمستقلة.

وبين شوارع الضالع وساحات حضرموت، واحتفالات الجاليات الجنوبية في المهجر، تتجدد روح الثورة وتتعانق الإرادة الشعبية في مشهد وطني يؤكد أن جذوة النضال ما تزال متقدمة، وأن الجنوب اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه النضالي، عنوانها الوفاء للشهداء وتجديد العهد على المضي نحو الاستقلال الثاني.

 

"دلالات توجيهات الرئيس القائد الزُبيدي لاحياء هذه الذكرى"

تأتي توجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، للاحتفاء بذكرى أكتوبر في حضرموت والضالع، محمّلة بدلالات سياسية ورمزية عميقة.
ففي الوقت الذي تمثل فيه الضالع مهد الثورة الجنوبية الحديثة، وقبلة المناضلين الأوائل، تأتي حضرموت لتجسّد البعد الجغرافي والروحي للدولة الجنوبية بكل عمقها التاريخي والحضاري، وتأكيدًا على وحدة التراب والهدف والمصير.

لقد أراد الرئيس القائد من خلال هذا التوجيه أن يربط بين جذور الثورة في الضالع واتساع الهوية في حضرموت، ليؤكد أن الجنوب اليوم بكل محافظاته يسير بخطى واحدة، تحت راية واحدة، نحو استعادة دولته وسيادته الكاملة، وأن الاحتفال ليس مجرد ذكرى، بل هو رسالة ميدانية وتنظيمية مفادها أن الجنوب جاهز لمراحل أكثر تقدمًا من النضال السياسي والشعبي.

 

"مشهد وطني شامل.. من المهجر إلى الميدان"

التحضيرات الواسعة شملت الداخل والخارج على حد سواء.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في ولاية ألاباما، أقام أبناء الجنوب احتفالًا كبيرًا جمع الجالية الجنوبية في مشهد وحدوي، عبّر عن عمق الارتباط بالوطن الأم وتجدد الولاء للثورة الجنوبية ورموزها، وأكد أن المغتربين جزء أصيل من مسيرة النضال الوطني.
وفي الداخل، توزعت اللجان الميدانية في الضالع وحضرموت وشبام وسيئون وتريم، استعدادًا للاحتشاد الجماهيري الكبير، حيث عقدت اجتماعات مكثفة ناقشت ترتيبات الحشد والإعلام والخدمات والأمن والجانب التنظيمي.

الهيئة الإعلامية والثقافية للمجلس لعبت دورًا محوريًا في ضبط صورة الفعالية وتحضير تغطية إعلامية مهنية، إذ رأس الأستاذ عبدالعزيز الشيخ اجتماع اللجنة الإعلامية رفقة قيادة تنفيذية الضالع لمناقشة التفاصيل الفنية والإعلامية، وتأكيد توحيد الرسالة الإعلامية بما يعكس عظمة المناسبة وتضحيات الشعب الجنوبي.  .

 

"الضالع.. ذاكرة الثورة ومنطلق التحرير"

اختيار الضالع كمركز رئيسي للاحتفال بذكرى أكتوبر يحمل رمزية تاريخية خالدة. فهذه المحافظة كانت مهدًا ثوريا ضد الاستعمار البريطاني في ستينيات القرن الماضي، ومنها انطلقت الكفاح المسلح الذي أفضى إلى استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م.
وفي العصر الحديث، كانت الضالع أول من تصدى للاجتياح الشمالي عام 2015، وسجّلت اسمها من جديد في سجلات الشرف الوطني.

اليوم، تتجدد أهازيج الثورة في شوارع الضالع، لتعلن للعالم أن الجنوب لم ولن ينسى من أين بدأ، وأن روح أكتوبر ما زالت تنبض في كل مقاتل وجريح وناشط ومواطن جنوبي يرى في الحرية حقًا لا يُساوَم عليه.

 

"حضرموت.. القلب الثقافي والسياسي للجنوب"

أما حضرموت، فهي ليست مجرد محافظة ذات ثقل جغرافي واقتصادي، بل هي الركيزة الثقافية والسياسية للجنوب.
وما توجيه الرئيس الزُبيدي بإقامة الاحتفال الرئيسي فيها إلا تأكيدٌ على أهمية دور حضرموت في صياغة مستقبل الدولة الجنوبية المنشودة، ورسالة واضحة بأن الجنوب لن يكون إلا بكل أبنائه ومناطقه وتنوعه.

وفي هذا السياق، تنعقد الاجتماعات اليومية في مدن تريم وسيئون وشبام لمناقشة ترتيبات الفعالية، بينما تتعالى الأصوات في حضرموت داعيةً للاحتشاد الجماهيري الواسع في شبام، لتجسيد وحدة الصف خلف القيادة الجنوبية ومشروعها الوطني.

 

"بين الأمس واليوم.. ثورة تتجدد وإرادة لا تلين"

الاحتفال بذكرى 14 أكتوبر لم يعد مجرد طقس سنوي، بل أصبح تجسيدًا حيًا لاستمرارية الثورة الجنوبية التي لم تتوقف منذ الاستقلال الأول وحتى مقاومة الاجتياح الثاني عام 2015.
فكما واجه الأجداد المستعمر البريطاني ببنادق الصحراء، يواجه اليوم الأبناء القوى التي حاولت طمس هوية الجنوب وسلب إرادته.
إنها ثورة تتجدد بأدوات العصر ووعي الأجيال الجديدة، لكنها تظل ذات الجذور والهوية والأهداف.

 

ختامًا..

يؤكد المشهد الجنوبي الراهن أن توجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ليست مجرد برنامج احتفالي، بل خارطة طريق وطنية تعيد ربط الماضي بالحاضر، وتمنح الوعي الجمعي دفعة جديدة من الثقة والعزيمة.
ومن حضرموت إلى الضالع، ومن المهجر إلى عدن، تتوحد الأصوات تحت شعار واحد.

وبين ذاكرة الأجداد وإرادة الأبناء، يظل الجنوب واقفًا شامخًا، يرفع رايته فوق قمم التحدي، مستمدًا من ثورة أكتوبر العزم على استعادة الدولة وتحقيق السيادة، ومجدّدًا العهد بأن الجنوب لن يُهزم طالما بقي فيه رجال على نهج الرئيس الزُبيدي رجال عركوا النضال، وأنجبوا الرجال.