ثورة أكتوبر .. شرارة الحرية التي أسقطت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس

ثورة أكتوبر .. شرارة الحرية التي أسقطت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس

ثورة أكتوبر .. شرارة الحرية التي أسقطت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس
2025-10-08 17:43:48
صوت المقاومة الجنوبية/ خاص

 

كتب| عبدالسلام السييلي


بكل فخرٍ واعتزازٍ، نستحضر اليوم الذكرى الـ 62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، الثورة التي غيّرت مجرى التاريخ الحنوبي وأشعلت جذوة الحرية في جبال ردفان الشماء عام 1963م، لتكون الشرارة الأولى في مواجهة أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ — الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

انطلقت ثورة أكتوبر من رحم المعاناة، ومن بين جبالٍ شامخةٍ أبت الركوع والخنوع والذل والأستسلام، لتتوحّد تحت رايتها اثنتان وعشرون إمارة وسلطنة ومشيخة جنوبية على طول إمتداد أرض الجنوب في موقفٍ وطنيٍ مهيب، جمعهم هدفٌ واحد "طرد الاحتلال البريطاني" الذي جثم على صدر شعبنا 129 عاماّ، وسلبه حقه في الحرية والكرامة والسيادة.

لم تكن ثورة الـ 14 من أكتوبر وليدة لحظة، بل كانت ثمرة كفاحٍ طويلٍ ومقاومةٍ عنيدة، سبقتها حركات رفض وتمرد قادها أحرار الجنوب الأوائل الذين رفضوا الذل والخضوع. فقد دوّن التاريخ مواقف مشرفة " في الضالع مثلاً " لأبطالٍ جسورين أمثال المناضل الشيخ محمد بن عواس في مديرية الأزارق، والقاضي عبدالدايم في لكمة صلاح، وغيرهم من الرواد الذين مهدوا الطريق لجيل الثورة والتحرير.

وفي هذا السياق، شهد يوم 30 يناير عام 1948م واحدة من أبرز عمليات التحدي للوجود البريطاني، حين أقدم الشيخ أحمد بن عواس في مديرية الأزارق على قتل الضابط البريطاني ديفي في مواجهة مباشرة نتيجة لإستفزاز الظابط البريطاني للشيخ بن عواس، كانت بمثابة شرارة أولى للمقاومة المسلحة الجنوبية، وهزّت حينها كيان الإدارة البريطانية في عدن، لتُسجَّل كصفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني.
في يوم الأحد 5 يناير 1954م وقعت حادثة المعتمد البريطاني الميجر سيجر  والبطل عبدالدائم بن محسن الذي طعن الميجر سيجر عدة طعنات من خنجره قبل أن يقتله الجنود.

استمر الكفاح المسلح أربع سنواتٍ متواصلة، واجه خلالها أبناء الجنوب آلة البطش البريطانية بصمودٍ أسطوريٍ حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967م، يوم طُويت صفحة الاستعمار، وارتفع علم الجنوب حرًّا فوق جبال الضالع وعدن وردفان وحضرموت والمهرة.

لقد كانت ثورة أكتوبر امتدادًا طبيعيًا لثورات التحرر العربي في تلك الحقبة، ورافدًا من روافد النضال الإنساني ضد الاستعباد والاستبداد، إذ جسدت إرادة الشعوب في نيل الحرية والكرامة، وعبّرت عن روح العروبة في أبهى صورها.

ولأن الضالع كانت وستظل بوابة الجنوب ومهده الأول، فقد كانت أول منطقةٍ تجني ثمار الثورة وتتحرر من الاستعمار، لتكتب بدماء أبنائها صفحة النصر الأولى في سجل الخلود الجنوبي.

وفي الذكرى الثانية والستين لهذه الثورة الخالدة، نجدد العهد والوفاء لدماء الشهداء، ونؤكد أن الجنوب ماضٍ بثباتٍ نحو استعادة دولته، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، حتى يتحقق الحلم الذي استشهد لأجله الأحرار، وتبقى راية الجنوب خفاقة على كامل ترابه الطاهر