ضربات متلاحقة من الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثي (تقرير)

ضربات متلاحقة من الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثي (تقرير)

ضربات متلاحقة من الأجهزة الأمنية الجنوبية لشبكات تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثي (تقرير)
2025-10-06 23:01:34
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

 

في سلسلة عمليات استخباراتية وأمنية نوعية، نجحت الأجهزة الأمنية الجنوبية خلال الأشهر الأخيرة في إحباط شبكات ممنهجة لتهريب أسلحة ومعدات عسكرية إيرانية مُوجّهة إلى مليشيا الحوثي. العملية الأبرز ضبطت شحنة ضخمة في ميناء الحاويات بعدن، كانت في طريقها إلى الحديدة، وما كشفته التحقيقات يؤكد تورط شبكات منظمة وتواطؤ طرق تمويه مع جهات وسيطة في بلدان مجاورة.

 

مقدّمة

التصاعد في وتيرة الاعتراضات الأمنية يضع لافتةً جديدةً على خارطة المواجهة: تهريب السلاح إلى الحوثي لم يعد نشاطًا متفرّقًا، بل بنية لوجستية مترابطة تعتمد مسارات بحرية وبرية ووثائق مزوّرة؛ وهو ما استدعى يقظة استخباراتية جنوبية أثبتت قدرتها على كشف الشبكات وقطع شرايين التموين.

 

كيف كانت العمليات..تكامل استخباراتي وعملياتي

أشرفت وحدات متخصّصة، وبالتنسيق المباشر مع شُعبة الاستخبارات العامة في القوات الجنوبية، على رصد شبكات التهريب تتخذ من موانئ وسيطة وطرق برية مهملة مسرحًا لحركتها. الاعتراضات لم تقتصر على دوريات سطحية، بل شملت مراقبة استخباراتية متواصلة، تتبع وثائقي وتحليل مسارات الشحن، وتفتيشًا دقيقًا أدى إلى كشف محاولات تمويه محكمة.

 

ضبطيات نوعية: حقيبة أدوات الحرب

أحد أبرز الانتصارات تمثل في اعتراض سفينة واردة من جيبوتي إلى ميناء الحاويات بعدن، بعد انحراف مسارها عن الوجهة المعلنة (رأس عيسى ـ الحديدة). الفحص كشف وجود حاويات تضم معدات عسكرية متطورة: هياكل مجنحة، محركات نفاثة، طائرات مسيّرة، منظومات تشويش، أجهزة رادار بحرية ومعدات اتصالات عسكرية. التحقيقات الأولية تربط بصمات الشحنة بطرق وآليات الحرس الثوري الإيراني، وتؤكد محاولة استخدامها في تصنيع مفخخات وطائرات انتحارية وحقول ألغام.

 

أساليب التهريب: من “التجارة” إلى التزوير المنهجي

المعلومات الميدانية تشير إلى أساليب متقدمة للتمويه: استخدام موانئ مرحلية (مثل جيبوتي)، تزوير وثائق منشأ، وتعامل عبر شبكات من البحّارة المدنيين وتجار واجهة. هذه الوسائل أعطت التهريب غطاءً تجاريًا يهدف لخداع الرقابة الدولية والمحلية، لكن يقظة الأجهزة الأمنية حالت دون إتمام عمليات توصيل الأسلحة إلى الأطراف المستهدفة.

 

الأبعاد الاستراتيجية والسياسية

ضبطية بهذا الحجم (تقديرات تشير إلى أطنان مهيكلة من المعدات) ليست حدثًا عابرًا؛ بل مؤشر على سياسة إيرانية منهجية لتسليح طرفٍ غير دولي في اليمن. هذا لا يضع المسألة في خانة الأمن المحلي فقط، بل يمتد ليشمل الأمن البحري للممرات الدولية وخرق قرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة بمنع توريد الأسلحة.

 

ما الذي تكشفه هذه الضربات؟
1. وجود بنية تهريب منسّقة تعتمد على موانئ وسيطة وواجهات مدنية.
2. تطوّر مستوى الدعم من جانب الفاعلين الإقليميين إلى توريد مكوّنات متقدمة تقنيًا.
3. قدرة الأجهزة الجنوبية على التخطيط والاستخبار وفرض خيار محلي لحماية الممرات البحرية.
4. قصور رقابي ودولي في مواجهة هذه الشبكات، مما يسهّل استمرارها إذا لم تُتخذ إجراءات رادعة.

 

توصيات عاجلة ومقترحات عملية
1. تفعيل آلية دولية – إقليمية لمراقبة مسارات الشحن عبر خليط من الرقابة البحرية ومطالبة دول الموانئ بمتابعة الحمولة ومطابقتها مع التصريحات.
2. تعزيز الدعم الفني والاستخباراتي للأجهزة الجنوبية (تجهيزات مسح بحري، أجهزة تفتيش متقدمة، تدريب فِرق متخصّصة).
3. تنسيق دبلوماسي لإحالة الأدلة إلى جهات دولية معنية لتفعيل قرارات مجلس الأمن وتوقيع عقوبات على شبكات التهريب.
4. تشديد إجراءات الجمارك والوثائق في الموانئ الوسيطة ومساءلة الشركات المشغّلة للسفن وإدراجها في قوائم مراقبة.
5. حملة إعلامية موحدة لتسليط الضوء على الخروقات وفضح طرق التمويه، ما يرفع من الضغط الدولي ويكسر صمت الحسابات الرمادية.

 

إنجاز جنوبي — ودعوة للعمل الدولي

الضبطيات النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية الجنوبية ليست مجرد نجاح تقني، بل رسالة واضحة: الجنوب يمتلك القدرة على رصد وقطع شرايين تهريب السلاح، وعلى حماية أراضيه وممراته البحرية. لكن هذه المنظومة لا تكفي وحدها لمواجهة شبكة إقليمية مترابطة؛ لذا يجب أن تكون الضربات الأمنية مدعومة بعقوبات دولية، وإجراءات مراقبة فعّالة، وتنسيق إقليمي يمنع إعادة توجيه الشحنات إلى مسارات بديلة. أمام المجتمع الدولي خياران: أو يترجم مواقفه إلى إجراءات رادعة، أو يبقى شاهدًا على استمرار المخاطر التي تهدّد أمن المنطقة بأكملها.