
كتب/ أبو ليث الحميدي
قرارات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي الأخيرة لم تكن مجرد توقيعات على أوراق أو تدوير مناصب، بل كانت صرخة مدوية تعلن انتهاء زمن الوصاية و الانبطاح، وبداية عهد جديد يكتب فيه الجنوب تاريخه بيده، ويصنع مستقبله بإرادته.
الجنوب اليوم لم يعد أسيراً لانتظار تحرير صنعاء، ولم يعد قابلاً أن يبقى رهينة مشاريع فاشلة وأجندات مشبوهة تريد مصادرة إرادة الشعب وإبقائه تابعاً. لقد قلناها نحن الجنوبيون بدماء شهدائنا وبصمود أبطالنا: لن يحكمنا إلا من ينبع قراره من الأرض الجنوبية الطاهرة.
إن هذه القرارات هي رسالة لكل من يراهن على كسر إرادة الجنوب: نحن هنا، ثابتون، ماضون في بناء دولتنا، بقيادة وطنية صادقة وهوية مستقلة، لا نتلقى التعليمات من الخارج، ولا ننحني إلا لتضحيات شعبنا وآماله.
اليوم، الجنوب يخطو بثقة نحو استعادة دولته، يعانق حلمه الكبير الذي طال انتظاره، ويكتب ملحمة جديدة عنوانها السيادة، والكرامة، والقرار المستقل. إنها لحظة فارقة، لحظة الانتصار لإرادة الشعب، ولحظة إعلان أن زمن التبعية انتهى بلا رجعة.
الجنوب لن يعود إلى الوراء، ولن يُخدع بشعارات جوفاء، بل يسير إلى الأمام بخطى ثابتة نحو دولته الحرة المستقلة، يقودها رجال صادقون، ويحميها شعب جسور، ويرفع رايتها الأجيال القادمة بكل فخر وعزة.
فلتكن قرارات اليوم بداية انتفاضة جديدة نحو الغد المشرق، ولتكن دماء الشهداء وقوداً لمسيرة التحرير، ولتكن أصوات الجماهير هي السور الحامي لقرارات القيادة. الجنوب يستحق الحرية، ويستحق الدولة، ويستحق أن يكون سيد قراره، ولن يقف في طريقه أحد.