كتب/ أبو ليث الحميدي
اعتاد المشككون أن يراهنوا على سقوط المجلس الإنتقالي، غير أن الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي يثبت في كل مرة أن رهاناتهم لا تعدو كونها أوهاماً سرعان ما تتحطم أمام واقعية قراراته وبعد نظره. فكل خطوة يقدم عليها الرئيس الزُبيدي تحمل في جوهرها رسالة واضحة: أن البناء لا يقوم على الشعارات، بل على الفعل الملموس والرؤية الاستراتيجية.
وفي وقت انشغل فيه البعض بمتابعة سيناريوهات الإخفاق، كان الرئيس الزُبيدي يخطط لمستقبل مختلف، واضعاً التعليم في صدارة اهتماماته باعتباره الأساس الذي تنهض عليه الأمم. فمبادرته الاستثنائية بتأمين منح دراسية للطلاب الأوائل والمتفوقين لم تكن مجرد قرار عابر، بل صفعة قوية لكل الأصوات التي راهنت على عجزه أو محدودية خياراته.
لقد فاجأ خصومه مرة أخرى بخطوة غير مسبوقة، حين جعل من العلم مشروعاً وطنياً، مستثمراً في الإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي للوطن. وهؤلاء الطلاب الذين سيعودون بخبراتهم ومعارفهم، هم الرد العملي على كل من يظن أن المستقبل يمكن أن يُبنى على غير العلم والمعرفة.
الرئيس الزُبيدي لم يكتفِ بقراءة الحاضر، بل أرسل رسالة بعيدة المدى: أن التحديات مهما عظمت لا يمكن أن تعيق مسيرة قائد مؤمن بقضية شعبه. ومن يراهن على سقوطه، سيكتشف أن كل رهان يقابله إنجاز جديد وخطوة نوعية لم تخطر على البال.
إن مبادرة المنح الدراسية للمتفوقين ليست مجرد دعم أكاديمي، بل إعلان صريح أن الزُبيدي يمضي بخطوات واثقة نحو بناء دولة حديثة، عمادها العلم والمعرفة، وأساسها جيل متعلم قادر على صناعة النهضة.
وهكذا، كلما توقعوا تراجعه، أذهلهم بإنجاز جديد، وكلما استهانوا برؤيته، أثبت لهم أن القادة الحقيقيين هم من يتركون أثراً باقياً في ذاكرة الأوطان.