تشهد محافظة شبوة تحولاً تاريخياً في مجال الطاقة مع اقتراب مشروع محطة الطاقة الشمسية من دخول مرحلة التشغيل التجريبي، بعد رحلة طويلة من العمل المتواصل قادها محافظ المحافظة ورئيس مجلسها المحلي عوض محمد بن الوزير، بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
بداية الحلم كانت في أكتوبر 2022م، حين أعلن المحافظ من محطة كهرباء عتق عن مشروع استراتيجي لإنشاء محطة طاقة شمسية لتغذية المحافظة بالكهرباء، خطوة وُصفت حينها بأنها كسرٌ لجدران الظلام وتأسيس لمرحلة جديدة من التنمية المستدامة.
"الحلم يتحول الى واقع"
تحوّل الإعلان إلى خطوات عملية مدروسة؛ ففي أغسطس 2023م اكتملت الدراسات الفنية وتحديد موقع المشروع وخطوط النقل، لتبدأ مرحلة التنسيق مع الأشقاء في الإمارات.
وفي مايو 2024م، جرى التوقيع الرسمي في أبوظبي على اتفاقية إنشاء المحطة بقدرة 53 ميجاوات كمرحلة أولى، بحضور وزير الكهرباء والطاقة ومحافظ شبوة، وهو ما أعلنه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في خطابه الوطني.
وبالتوازي، استلمت الشركة المنفذة “إلكترو ميكا للمشاريع الدولية” موقع المشروع بمدينة عتق، إيذاناً ببدء الإجراءات التنفيذية.
"تسلسل الإنجازات"
• يوليو 2024م: المحافظ يتفقد تجهيزات المشروع ويوجه بتسريع العمل.
• أغسطس 2024م: تدشين حجر الأساس بحضور قيادة الكهرباء.
• يناير 2025م: وصول الدفعة الأولى من الألواح الشمسية وبدء الأعمال الإنشائية.
• أبريل 2025م: وصول المحطات التحويلية الرئيسية والفرعية.
• مايو 2025م: بدء تركيب المحطات التحويلية.
• يونيو 2025م: استكمال أبراج نقل الطاقة.
• يوليو 2025م: بدء مد الكيبلات وتركيب الأبراج.
وفي مطلع أغسطس 2025م اكتملت أعمال تركيب قواعد استقبال الكابلات الكهربائية، مع تدشين الأعمال الخدمية في موقع المشروع. وأكدت الشركة المنفذة أن المشروع سيبدأ التشغيل التجريبي منتصف أغسطس الجاري.
"خير الإمارات في قلب شبوة"
رغم ما واجهه المشروع من حملات تشكيك ومحاولات لإعاقة مسار الإنجاز، فإن القيادة المحلية تمسكت بحق شبوة في التنمية، وواصلت العمل بإصرار حتى تخطت العقبات.
جاء المشروع ثمرةً للدعم الإماراتي السخي بقيادة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حيث مثّل هذا الدعم نموذجاً للتضامن والشراكة الصادقة، ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضاً في قطاعات الصحة والخدمات.
فقد دشنت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية المرحلة الثانية من مشروع تأهيل مستشفى جمال عبدالناصر والمصينعة بمديرية الصعيد، إلى جانب صيانة وتجهيز 11 مستشفى بالمحافظة، تأكيداً على النهج الإماراتي الداعم للتنمية والإغاثة في الجنوب.
"معركة التنمية تتواصل"
إلى جانب المشروع الاستراتيجي في الكهرباء، يواصل المحافظ بن الوزير لقاءاته المباشرة مع المشائخ والشخصيات الاجتماعية لتعزيز المشاركة المجتمعية في مسيرة التنمية. وأكد خلال أحد لقاءاته مؤخراً أن السلطة المحلية تعمل وفق مصفوفة مشاريع استراتيجية تشمل الطرقات، الصحة، التعليم، المياه، إلى جانب الكهرباء، بما يلبي تطلعات أبناء شبوة نحو مستقبل أفضل.
المشائخ والوجاهات عبروا من جانبهم عن تقديرهم لجهود المحافظ، مؤكدين دعمهم لكل ما من شأنه خدمة الاستقرار والتنمية في المحافظة.
اليوم تقف شبوة على أعتاب إنجاز تاريخي، إذ يوشك مشروع الطاقة الشمسية على دخول الخدمة، فاتحاً آفاقاً جديدة أمام التنمية المستدامة، ومثبتاً أن الإرادة الصادقة والدعم الأخوي قادران على صناعة الفارق.