كتب/د. بدر العرابي
السؤال الأهم في ثورة الإصلاحات والقرارات الشجاعة التي يقوم بها سالم بن بريك ( رئيس الحكومة ) ومحافظ البنك المركزي ، ومن هو وراؤهم في الكواليس _ السؤال الأهم هو : هل سيتضرر ( تنظيم القاعدة والقوى المتطرفة )من هذه الإجراءات ؟ وهل هناك تخادم وتواشج واتصال خفي بين التنظيم في اليمن ومراكز الفساد التي عبثت بالبلاد منذ يوليو ١٩٩٤م وما تزال حتى يومنا هذا ؟ هل تضرر مراكز الفساد الموجودة في السلطة الفاسدة وقوى النفوذ الفردية والجماعية التي عبثت وما تزال تعبث باقتصاد البلاد _ هل تضررها هذا سيضاف إليه تضرر تنظيم القاعدة وقوى الإسلام السياسي المتطرفة التي منحها نظام عفاش امتيازات واسعة واستحقاقات مالية صخمة سوى من الإيرادات السيادية أو عن طريق جعلها طرفاً في اتفاقيات الاستثمار في الثروات ، إلى جانب الشركات الأجنبية العاملة كطرف ثاني ، بعد يوليو ١٩٩٤م ؟ هل ثورة الإصلاحات والقرارات الشجاعة التي يقوم بها ( بن بريك ) ومن معه ، ستضرب اقتصاد ورأسمال تلك القوى ، أفراداً وجماعات وتنظيمات ، بمقتل ؛ إذا ما اتسعت رقعة تلك الإجراءات وعمدت إلى وقف وإلغاء وتجفيف الاعتمادات المالية لتلك القوى ؟
وهل ستتحد تلك القوى ، بما فيها تنظيم القاعدة
والتنظيمات السياسية القائمة على الأيديولوجية المتطرفة والمشاركة في السلطة وكذا منظومات الرأسمال الخاص التي ظلت وماتزال تعبث في الاقتصاد _ هل ستتحد تلك القوى وتضع نفسها في مواجهة حتمية مع القرار الحكومي ومن هو في موضع القرار المؤثر ( محافظ البنك ) ومن هم وراؤهم في الكواليس ؟؟؟؟
أمام القوى المتضررة أربعة خيارات متاحة :
الأول : الضغط على رئيس مجلس القيادة ، لإيقاف تنفيذ قرارات رئيس الحكومةوتمييعها ، بوصفه لديه الشرعية في إيقاف عمل الحكومة وقراراتها .
الثاني : تكوين جبهة مواجهة للحكومة وثورتها الإصلاحية ( جبهة المتضررين من استعادة قوة الدولة واستعادة الاقتصاد الوطني ) تتكون هذه الجبهة من الفاسدين الكبار في السلطة ومن بعض الأحزاب المشاركة في السلطة ومن الرأسمال الخاص وسيتجاوز ذلك إلى استخدام القوى المتطرفة التي زرعها نظام عفاش في المحافظات الجنوبية ، وستدخل تلك الجبهة في خط المواجهة مع رأس الحكومة ومن معه ، وستستخدم ما يتاح لها من أدوات ووسائل أخرى كالمعتاد ، في تلك المواجهة.
الخيار الثالث : استشعار تلك القوى بالخوف والقلق إذا لم يكن الاستسلام ، إذا ما اكتشفت أن ما يقوم به رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ، مدعوماً من قوى دولية فاعلة وقادرة على تغيير واجهة الوضع الاقتصادي في اليمن وتغيير قواعد اللعبة السياسية ؛ وهنا قد تنسحب تلك القوى وتحتفظ بما تستطيع الاحتفاظ به .
الخيار الرابع : التخادم مع الحوثي وإعلان الحرب على الجنوب ، فإن انتصرت ، سيتم بعدها التقاسم ؛ وإن لم تنتصر ، فلربما ستعطل مسيرة الإصلاحات الاقتصادية ، وتحدث إرباكاً في موقف الدول الداعمة .