المجلس الانتقالي .. جدار الصد الأخير

المجلس الانتقالي .. جدار الصد الأخير

المجلس الانتقالي .. جدار الصد الأخير
2025-08-02 15:42:25
صوت المقاومة الجنوبية/ خاص

 

بقلم| عبدالكريم أحمد سعيد

في لحظات التحول المصيري التي تمر بها قضيتنا الوطنية، يصبح الوعي الجمعي هو خط الدفاع الأول، والاصطفاف خلف المشروع الجنوبي هو حبل النجاة الوحيد في وجه محاولات التشتيت والتفكيك. اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن مطالبون بأن نحمي سفينة الجنوب من أن تغرق، لا أن نثقبها بأيدينا تحت وهم النقد أو باسم الحرص الزائف.

لقد حمل المجلس الانتقالي الجنوبي راية الجنوب في مرحلة تاريخية بالغة التعقيد، ونجح – رغم كل التحديات – في بناء كيان سياسي موحد يمتلك الحضور والتمثيل والإرادة، ووضع القضية الجنوبية على الطاولة الدولية بعد أن كانت مهمشة ومنسية لعقود. فهل يعقل أن يواجه هذا الإنجاز بالتشكيك والتشهير والحملات الممنهجة؟

الانتقاد البناء مشروع بل ومطلوب، لأنه يساهم في التصحيح والتطوير. ولكن ما نراه اليوم في بعض المنصات لا علاقة له بالنقد، بل هو استهداف واضح وممنهج يخلط بين الرأي والمكايدة، وبين الغيرة الوطنية والعداء المقنّع. والمؤسف أن البعض يتبنى روايات كاذبة تصاغ في مطابخ معروفة بعدائها للجنوب، ويعيد نشرها كأنها حقائق دامغة، دون وعي بعواقب هذا الترويج على وحدة الصف الوطني ومصير المشروع الجنوبي برمته.

الجنوب لم يكن يملك سابقاً إطاراً سياسياً موحداً، واليوم يمتلك كياناً سياسياً بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وتأييداً شعبيًا واسعاً، وقوات مسلحة تؤمن الأرض وتحمي الإنجازات، وتمثيلًا سياسيًا يخاطب العالم من أعلى المنابر. هذه المكاسب لا يمكن التفريط بها، فهي ثمرة نضال طويل، وعلينا أن نحميها بكل ما نملك من وعي وصدق.

الخصوم لن يفرّقوا بين من دعم المشروع أو من خانه. وإذا ما سقط الجنوب، فلن يستثنى أحد من القمع أو الإقصاء أو الانتقام. ومن يظن أن خيانته أو تخاذله ستشفع له، فهو واهم. فالأوطان لا تبنى على تدمير الذات، ولا على الشماتة بالمكاسب الوطنية.

وبالتالي، على كل أحرار الجنوب أن يحافظوا على المجلس الانتقالي الجنوبي، وألا يمنحوا الأعداء فرصة للاصطياد في مياه الخلافات، أو السقوط في فخ إعلام الفتنة والتشويه. علينا أن نتمسك بمشروعنا الوطني، وندعم كياننا السياسي، ونقيّم أداءه بمسؤولية ووعي، لا بالمكايدات والمزايدات.

وأن نتذكر دائماً أن الخصم لا يفرق بين من دعم أو من خذل. فإذا ما سقط المجلس الانتقالي، سيسقط معه الجنوب كله، وسيغرق الجميع دون استثناء. وإن صمد، فسينهض به كل أبناء الجنوب، بإذن الله، نحو شاطئ الحرية والكرامة، وإن غداً لناظره قريب.