أكد سياسيون ومراقبون جنوبيون أن يوم الـ25 من مايو 2015 سيظل محفورًا في ذاكرة كل جنوبي حر، باعتباره يومًا فارقًا في مسار الكفاح الوطني الجنوبي،ففي مثل هذا اليوم من عشرة أعوام، سطّر أبطال المقاومة الجنوبية في محافظة الضالع واحدة من أعظم ملاحم الفداء والتحرير، حين دُحرت جحافل المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري من المدينة والمناطق المحيطة بها.
"تكبيرات النصر"
أشار إعلاميون محليون إلى أن الضالع استيقظت فجر ذلك اليوم الاستثنائي على أصوات التكبير التي صدحت بها مآذن المساجد، معلنة “الضالع حرة”، لتعمّ مشاعر النصر والفرح كل بيت وشارع في المدينة التي عانت لأسابيع طويلة من الحصار والموت والدمار.
" الضالع تحولت إلى فوهة بركان في وجه المحتل"
استعرض نشطاء من المقاومة الجنوبية حجم المعركة الطاحنة التي خاضها أبناء الضالع ضد جحافل الغزاة، حيث تحولت المدينة إلى “فوهة بركان” بفعل المواجهات المستمرة على مدار الساعة، والتي دارت في أحياء سكنية مأهولة، وسط حصار خانق من كل الجهات.
كما اكدو إن أبطال المقاومة الجنوبية واجهوا ترسانة المليشيات الغازية المسلحة بالدبابات والمدافع، بأسلحة شخصية وإيمان راسخ بقضية التحرير، حيث لم تضعف عزيمتهم رغم القصف والتدمير والرائحة الدائمة للموت.
“ذكرى التحرير .. منعطف حاسم في تاريخ الجنوب”
وقال الأستاذ علي الهدياني، السكرتير الصحفي والإعلامي للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، في منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن يوم الـ25 من مايو 2015 “ليس مجرد تاريخ في الذاكرة، بل منعطف حاسم في مسار الكفاح الجنوبي، سُطّر فيه النصر بالدم والبطولة، وولد فيه الأمل من رحم الحصار والمعاناة”.
وأضاف: “الضالع لم تكن وحدها تقاتل، بل كانت تمثل إرادة شعب بأكمله، ومثّلت الشرارة التي أشعلت مسار التحرير نحو استعادة الدولة والكرامة الجنوبية”.
" الرئيس الزُبيدي قاد التخطيط والتحرير"
وابرز الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، دوره القتالي والمحوري وكان في طليعة من قادوا عمليات التخطيط والاستعداد ليوم التحرير، إلى جانب رفاقه الأوفياء من قيادات المقاومة، ليُتوّج ذلك الجهد بنصر مؤزر فجْر يوم الـ25 من مايو.
"التحرير من جميع المحاور"
تؤكد الوقائع أن قوات المقاومة الجنوبية تمكنت من دحر المليشيات وطردها من المدينة في عملية عسكرية نوعية امتدت من معسكر الجرباء وعبود والقشاع، إلى أزقة الجمرك والتضامن، وصولًا إلى الساحة ومفرق الشعيب، حيث رفرفت رايات النصر فوق قمم الخزان والصفراء والمظلوم.
"معاناة المدنيين: الحصار والموت تحت الأنقاض"
وثّق ناشطون إنسانيون حجم المعاناة التي عاشها سكان الضالع أثناء فترة الحصار، حيث انقطعت الخدمات الأساسية، وواجه الأهالي صعوبة في الحصول على الغذاء والماء والدواء. الكثير من الأسر كانت تحتمي داخل منازل مهددة بالقصف، وسقط العديد من الضحايا المدنيين تحت الأنقاض. ورغم ذلك، لم يهاجر سكان المدينة، بل ثبتوا في وجه آلة الحرب، متكئين على إرادة لا تلين.
"المرأة الضالعية.. حضور صامت في قلب المعركة"
وبينما كانت البنادق تتحدث في الجبهات، كانت النساء في الضالع يخضن معركة من نوع آخر؛ إذ قمن بدور بطولي في رعاية الجرحى وتوفير الدعم اللوجستي للمقاومة، حتى تحولت بعض الأحياء إلى خلايا دعم متكاملة. المرأة الجنوبية كانت — ولا تزال — شريكة فعلية في مشروع التحرير.
" تحرير الضالع غيّر قواعد المعركة"
يرى محللون عسكريون أن تحرير الضالع في مايو 2015 لم يكن انتصارًا محليًا فحسب، بل شكّل نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب، حيث بعث برسالة قوية بأن الجنوب قادر على دحر أي قوة غازية، مهما كانت إمكانياتها، ما ألهم بقية الجبهات الجنوبية في عدن ولحج وأبين لاحقًا، وفتح باب التنسيق بين قوى المقاومة.
"الضالع تحتفل بذكرى الانتصار.. ألعاب نارية تضيء الجبال وتعانق سماء المدينة"
في مشهد مهيب ومؤثر، شهدت محافظة الضالع يوم امس عرضًا واسعًا للألعاب النارية، التي أُطلقت بكثافة من عدة مواقع مرتفعة في المدينة، لتضيء سماء الضالع وتنعكس ألوانها الزاهية على قمم الجبال المحيطة.
جاء هذا الاحتفال الكبير كتعبير رمزي عميق عن الفخر والاعتزاز بالذكرى العاشرة لانتصار الضالع، وطرد جحافل المليشيات الشمالية الغازية في العام 2015.
واعتبر مراقبون أن ما شهدته الضالع من عرض ناري بهذا الحجم، يحمل رسائل وطنية وروحية، تؤكد تمسّك أبناء الضالع والجنوب عامة بمنجزات التحرير، واعتزازهم بما تحقق في ذلك اليوم المجيد الذي كُتبت فيه ملامح الكرامة الجنوبية من جديد.
وشكّل هذا المشهد البهيج لحظة استذكار حية لتضحيات الأبطال الذين واجهوا آلة الغزو، ووضعوا أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن الأرض والكرامة، لتبقى راية النصر خفّاقة في سماء الجنوب.
"دعوات لمواصلة المسيرة وتحصين المنجزات"
في ختام هذا التقرير، يتفق سياسيون وإعلاميون على أن ذكرى تحرير الضالع تمثل لحظة فخر، لكنها أيضًا تضع على عاتق الجميع مسؤولية مواصلة النضال، ليس فقط بالسلاح، بل عبر البناء والتوعية وحماية المنجزات، تمهيدًا لاستعادة الدولة الجنوبية المنشودة، على أسس من التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء الضالع .