شكا أولياء أمور طلاب في ثانوية أحمد حامد خليفة للبنين بمديرية المنصورة من تفاقم أزمة طفح مياه الصرف الصحي في محيط المدرسة، بالتزامن مع أداء أبنائهم للامتحانات الوزارية للصف الثالث الثانوي، في بيئة وصفوها بـ"الخطرة وغير الصحية".
وأكد أولياء الأمور أن المياه الآسنة المنتشرة حول المدرسة شكلت بؤرًا لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة لأمراض الحميات، مثل حمى الضنك، الملاريا، الكوليرا، التيفوئيد، ما تسبب في اكتظاظ قاعات الامتحانات بالحشرات، وخلق بيئة مثيرة للذعر بين الطلاب وأهاليهم.
وأفاد سكان من حي ريمي القريب من المدرسة بوجود مستنقعات راكدة خلف أحد المولات التجارية قرب دوَّار كالتكس، وصفوها بأنها "مرتع للحشرات الناقلة للأمراض"، في ظل غياب أي تحرّك من الجهات المختصة لإزالتها.
وأشار آباء طلاب إلى أنهم باتوا يضطرون لسلك طرق بديلة وطويلة للوصول إلى المدرسة تفاديًا للسير في مياه المجاري، مما يتسبب في تأخير وصول الطلاب إلى قاعات الامتحان.
الصور الميدانية أظهرت مجاري مكشوفة تتدفق بين جدران المدرسة ومنازل المواطنين، متسببة في تفاقم الوضع البيئي، بالتوازي مع انتشار الوباء في مدينة عدن، حيث سجّل مكتب الصحة وفاة 12 حالة بحمى الضنك وإصابة أكثر من 50 ألفًا بالملاريا خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط.
وفي سياق متصل، دشنت وزارة الصحة العامة والسكان بالشراكة مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وبدعم من منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة، حملة رش ضبابي وتوعية مجتمعية تستهدف ثلاث مديريات في عدن، منها المنصورة.
وقال وزير الصحة الدكتور قاسم محمد بحيبح إن الوضع تحت السيطرة، رغم التحديات الكبيرة مثل تدفق النازحين والمهاجرين غير الشرعيين، وطفح المجاري والانقطاعات المتكررة للكهرباء، مطالبًا بتعاون المواطنين مع فرق الحملة.
بدوره، أوضح مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الدكتور ياسر باهاشم أن الحملة ستستمر 6 أيام ويشارك فيها 36 عاملاً و72 متطوعًا، لتنفيذ أعمال الرش والرقابة على أماكن تكاثر البعوض.
رغم ذلك، لا تزال الأصوات تتعالى للمطالبة بتدخل عاجل لمعالجة الطفح في محيط المدارس، خاصة في ظل موسم الامتحانات وانتشار الحميات، وسط مخاوف من كارثة صحية في حال استمرّ التراخي الرسمي.