بالذكرى 8 لإعلان عدن التاريخي.. الجنوب يُمضي قدماً لاستعادة دولته كاملة السيادة (تقرير)

بالذكرى 8 لإعلان عدن التاريخي.. الجنوب يُمضي قدماً لاستعادة دولته كاملة السيادة (تقرير)

بالذكرى 8 لإعلان عدن التاريخي..  الجنوب يُمضي قدماً لاستعادة دولته كاملة السيادة (تقرير)
2025-05-07 00:08:53
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير_خاص

 

4 مايو من العام 2017، دوّى صوت الجماهير في ساحة العروض بخور مكسر، ليعلن للعالم أن الجنوب قد دخل مرحلة جديدة من الوعي السياسي والإرادة الجماعية، حين فُوّض القائد عيدروس الزبيدي بقيادة المشروع الجنوبي، عبر ما عُرف لاحقًا بـ”إعلان عدن التاريخي”. ثمانية أعوام مضت، تغيّرت فيها خارطة الجنوب، لا جغرافيًا فقط، بل ووجدانيًا وسياسيًا.

"من الثورة إلى التنظيم السياسي"

جاء إعلان عدن التاريخي تتويجًا لتراكم نضالي طويل بدأ منذ اجتياح الجنوب في حرب 1994، ثم تنامى مع انطلاق الحراك السلمي الجنوبي عام 2007، وبلغ ذروته بعد تحرير عدن في 2015 من الميليشيات الحوثية،لم يكن الإعلان مجرد لحظة سياسية، بل تحوّل إلى محطة تحول فارقة، حيث انتقل الجنوبيون من الشارع إلى تشكيل كيان سياسي تمثيلي منظم، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء استجابة لحالة فراغ سياسي بعد فشل القوى التقليدية في تمثيل الجنوب، وإخفاق الحكومة الشرعية في استيعاب تطلعات الجنوبيين أو حتى الاعتراف بتضحياتهم.

"حملة إلكترونية لتجديد العهد"

في الذكرى الثامنة، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إلكترونية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #إعلان_عدن_التاريخي، ركّزت على تجديد الوفاء للثوابت الوطنية الجنوبية، والتذكير بالدروس التي حملها ذلك اليوم، وأهمها أن لا عودة للوراء ولا بديل عن استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

تنوّعت المشاركات بين مقالات وصور أرشيفية وشهادات شخصية، أبرزت التحول الوجداني لدى فئات واسعة من الجنوبيين الذين باتوا يعتبرون الإعلان وثيقة ميلاد سياسية جديدة، لا تقل رمزية عن يوم الاستقلال الأول في الثلاثين من نوفمبر.

"تحديات ما بعد الإعلان"

رغم ما تحقق من مكاسب ميدانية وسياسية، إلا أن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود، فعلى مدى ثماني سنوات، واجه المجلس الانتقالي والجنوبيون عمومًا تحديات داخلية وخارجية، أبرزها:
استمرار استهداف المشروع الجنوبي إعلاميًا وسياسيًا.
تهميش بعض الجبهات العسكرية والكوادر الوطنية.
صعوبة بناء مؤسسات دولة في ظل واقع معقد إقليميًا ودوليًا.

لكن اللافت أن كل هذه التحديات زادت من مناعة الفكرة الجنوبية، وأثبتت أن النضج السياسي في الجنوب قد بلغ مستوى لا يمكن كسره بسهولة، لا بالسلاح ولا بالتآمر.

"إعلان عدن كوثيقة هوية"

إن أحد أهم إنجازات إعلان عدن التاريخي يكمن في تحويل القضية الجنوبية من مجرد مطلب شعبي إلى مشروع سياسي متماسك، يملك أدواته وقيادته وتحالفاته،لقد أعاد الإعلان صياغة الهوية الجنوبية الحديثة على قاعدة الاعتزاز بالسيادة، والانتماء لوطن جُبل على الكفاح، لا التبعية.

"بين الأمس واليوم"

ثماني سنوات على إعلان عدن، والمشهد الجنوبي أكثر وعيًا ونضجًا وتنظيمًا،ولئن كان الإعلان وثيقة سياسية في لحظته، فقد صار اليوم جزءًا من الذاكرة الجمعية للشعب الجنوبي، وإحدى لبنات بناء المستقبل،وبين ذكراه ومآلاته، تبرز الحقيقة الأهم: الجنوب لن يعود إلى الوراء، وقطار الاستقلال انطلق ولن يوقفه أحد