31 عام على غزو الجنوب .. جراح لم تندمل وإصرار متجدد على استعادة الدولة (تقرير )

31 عام على غزو الجنوب .. جراح لم تندمل وإصرار متجدد على استعادة الدولة (تقرير )

31 عام على غزو الجنوب .. جراح لم تندمل وإصرار متجدد على استعادة الدولة (تقرير )
2025-04-28 00:04:01
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير_خاص

 

يوافق اليوم، السابع والعشرين من أبريل، الذكرى الحادية والثلاثين لإعلان الحرب على الجنوب عام 1994م، الحدث الذي أسدل الستار على تجربة وحدة لم تدم طويلاً، وأطلق مرحلة جديدة من التهميش والإقصاء والاضطهاد بحق شعب الجنوب، ما جعل هذه الذكرى محطة متجددة لاستحضار المأساة وتجديد العهد بمواصلة النضال لاستعادة الحق المغتصب.

وفي هذا العام، أحيا الجنوبيون الذكرى عبر حملات إعلامية وتذكيرية واسعة في مختلف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، مؤكدين أن هذا الاستحضار لا يأتي من باب اجترار الآلام، بل باعتباره محطة ضرورية لترسيخ الوعي الوطني، وتعزيز الإصرار الشعبي على استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.


"27 أبريل .. ذكرى مؤلمة لازالت آثارها ماثلة للعيان في الـجنوب"

في هذا السياق، نشر الدكتور صدام عبدالله، مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس قطاع الصحافة والإعلام الحديث، مقالاً مهماً تناول فيه معاني هذه الذكرى وأبعادها العميقة، موضحاً أن إعلان الحرب على الجنوب لم يكن مجرد حدث عابر بل محطة مفصلية غيّرت مصير شعب بأكمله.

وقال الدكتور صدام:“في السابع والعشرين من أبريل عام 1994، أقدم النظام اليمني على فعل شنيع ومؤلم بإعلان الحرب على الجنوب، مما أنهى بالقوة وحدة لم تدم طويلاً وتركت جراحاً عميقة في جسد الشعبين اليمني والجنوبي.”

وأضاف أن هذه الحرب كانت إيذاناً ببدء عهد جديد من الظلم: “لم يكن هذا الإعلان مجرد بداية لصراع عسكري، بل كان إيذاناً بعهد جديد من التهميش والإقصاء بحق أبناء الجنوب، وتقويضاً لآمالهم في دولة موحدة تحفظ حقوق الجميع.”

وأشار الدكتور صدام إلى أن نتائج هذه الحرب تجلت بوضوح في سياسات الغزو والاحتلال، قائلاً:“لقد تم فرض نظام حكم مركزي سعى إلى طمس الهوية الجنوبية، والسيطرة على مقدراتها وثرواتها، بينما واجه أبناء الجنوب سياسات ممنهجة للتهميش، شملت تسريح الكفاءات من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة الجنوبية.”

وأكد أن هذه السياسات الظالمة ولّدت شعورًا متزايدًا بالغبن، وتحولت مع مرور السنين إلى قناعة راسخة بحق تقرير المصير واستعادة الدولة، مشدداً على أن إحياء الذكرى اليوم يأتي كتعبير عن إرادة لا تلين:

“استحضار هذه الذكرى ليس مجرد استرجاع للماضي، بل هو دافع قوي نحو مستقبل يحفظ كرامة الجميع ويضمن لهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، بعيداً عن أي شكل من أشكال الإقصاء والتهميش.”

من جانبها، أكدت الدكتورة سهير علي أحمد، رئيس هيئة المرأة المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الجنوب اليوم يسير بثقة نحو استعادة دولته ومؤسساته، رغم محاولات الاحتلال طمس الهوية الجنوبية، مشيرة إلى أن إعلان الحرب على الجنوب قبل 31 عاماً كان مصحوباً بفتاوى دينية باطلة استهدفت تدمير الجنوب وقمع شعبه.

وقالت الدكتورة سهير في تصريح نشرته عبر صفحتها على فيسبوك:

“بعد مرور 31 سنة على إعلان قوى الاحتلال اليمني الحرب على الجنوب وشعبه بفتاوى دينية باطلة، وتدمير دولة الجنوب بكل حقد وكراهية، إلا أن الجنوب اليوم بدأ في استعادة هيبة دولته من خلال بناء مؤسسة عسكرية، ومؤسسات مختلفة.


"أبعاد أوسع لهذه الذكرى"

تأتي الذكرى الحادية والثلاثون هذا العام في ظل واقع سياسي متغير، حيث عزز المجلس الانتقالي الجنوبي حضوره على الساحة المحلية والإقليمية، وأعاد طرح قضية الجنوب في واجهة المشهد السياسي باعتبارها قضية شعبية عادلة تستمد مشروعيتها من معاناة طويلة وتاريخ ممتد من النضال.

ويرى مراقبون أن الإحياء الإعلامي لهذه الذكرى يؤكد نضج الوعي الجنوبي، وحرصه على ربط الأجيال الجديدة بتاريخ نضاله، بعيداً عن محاولات طمس الحقائق أو التزييف الإعلامي الذي ساد خلال العقود الماضية.

كما أن تذكير المجتمع المحلي والإقليمي والدولي بهذه المناسبة يسلط الضوء على جوهر الأزمة، ويؤكد أن أية حلول مستقبلية لا يمكن أن تكون مستدامة ما لم تعترف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بحرية تامة.

"تجديد العهد مع التضحيات"

في خضم هذه الذكرى، يستحضر أبناء الجنوب تضحيات آلاف الشهداء والجرحى الذين سطروا ملحمة الدفاع عن الهوية والكرامة، بدءاً من حرب 1994 مروراً بحروب 2007 وحتى معركة تحرير الجنوب من ميليشيا الحوثي في عام 2015.

وفي هذا السياق، يتعزز الإجماع الشعبي في الجنوب اليوم على أن استعادة الدولة لم تعد خياراً سياسياً قابلاً للتفاوض، بل باتت مطلباً وطنياً مقدساً لا تراجع عنه.

هكذا، لم تكن الذكرى الحادية والثلاثون مجرد مناسبة عابرة، بل محطة هامة للتأكيد على أن الجراح مهما طال أمدها لن تُنسى، وأن حق الجنوب في دولته الحرة المستقلة سيظل هدفاً مركزياً حتى يتحقق.

"جنوبيون يستذكرون مجازر الاحتلال في الجنوب"

اطلق ناشطون وسياسيون جنوبيون، هاشتاج #ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب على مواقع التواصل الاجتماعي، اشهرها منصة (X).

وتزامن الهاشتاج مع حلول الذكرى الواحدة والثلاثون لغزو قوات الاحتلال اليمني لدولة الجنوب، وإعلان الحرب العبثية في صيف 1994م، ونهب، وتدمير كل مقومات دولة الجنوب.

وسردوا الفرق بين جنوب الأمس، وجنوب اليوم الذي بات يمتلك جيش وأمن عظيم، وقيادة سياسية محنكة بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم بن عبد العزيز الزُبيدي.

وأكدوا على انه في مثل هذا اليوم وهذا الشهر، وقبل 31 عامًا، وتحديدًا في 7 يوليو 1994م، اجتاحت قوات الاحتلال اليمني أرض الجنوب، وأسقطت عاصمته عدن بالقوة العسكرية المفرطة، لتنتهي معها احلام مشروع ما يسمى بالوحدة اليمنية.

واستعرضوا ما تعرض له أبناء الجنوب من تسريح مئات الآلاف من العسكريين والمدنيين، وتهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية، وهم أصحاب الأرض والملاك الحقيقيين لهذه الأرض والثروة الجنوبية.

وأكدوا على أن حرب صيف 1994م، لم تكن حرب بين شريكين، بل كانت غزوًا ممنهجًا لإسقاط دولة الجنوب، ونهب مؤسساتها وثرواتها، وتشريد كوادرها.

وأشاروا إلى أن الجنوب دخل في 22 مايو 1990، الوحدة طوعًا، لكن في 7 يوليو 1994م خرجت الوحدة من الجنوب بالقوة، مؤكدين على أن الآلاف من العسكريين الجنوبيين سرّحوا قسرًا بعد حرب صيف 1994م، إلى جانب نهب مئات الشركات والمصانع الجنوبية، واغتيال عشرات القادة العسكريين والأمنيين والشخصيات الاجتماعية الجنوبية.

"استعادة دولة الجنوب اقصر من أي وقت مضى"

ونوه سياسيون جنوبيون بأن الجنوب اليوم، وبعد 31 عامًا من الاحتلال اليمني، بات يُدير نفسه بنفسه، ويملك قراره، ويبني مؤسساته رغم كل التحديات، وصار الطريق إلى استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة أقصر من أي وقت مضى.

وقالوا: "يوم 27 أبريل 1994م، لم يكن يوما للديمقراطية كما تروج له قوى الاحتلال اليمنية، بل هو يوم إعلان الحرب على الجنوب وشعبه بفتاوى من علماء تنظيم الإخوان الارهابي عندما اجازوا قتل الجنوبيين واستباحة ارضهم بالقوة".

وأشاروا إلى أن الجنوب اليوم تحول من أرض اُحتلت في 1994م، إلى وطن يفرض إرادته اليوم على الأرض، ليؤكد للجميع بأن الجنوب حيٌ لا يموت، مذكرين بتاريخ غزو لليمن للجنوب، والذي صادف 7 يوليو 1994م وتداعياته.

وسلطوا الضوء على واقع الجنوب اليوم سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، مطالبين بأهمية توعية الأجيال الجديدة بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته الفيدرالية كاملة السيادة.

ووجهوا عدة رسائل إلى الرأي العام المحلي والدولي مفادها مشروعية قضية شعب الجنوب.

وأكدوا على أن يوم 27 أبريل 1994م، كشفت فيه قوى صنعاء اليمنية نواياها الخبيثة وحقدها الدفين على الجنوب وشعبه وإعداد العده للانقضاض عليه واحتلاله بقوة السلاح.

وأضافوا: "يوم 27 أبريل 1994م، توحدت كافة الأحزاب اليمنية تحت غطاء ما يسمى بـ(الوحدة اليمنية)، بهدف غزو الجنوب، ونهب مقدراته وسرقة حقوق شعبه".

وذكروا الجميع بخروج ملايين الجنوبيين في مسيرات مليونية منذ 2007م رفضًا للوضع المفروض بعد الحرب.

وجددوا التأكيد على أن حرب صيف 1994م، لم تكن حربًا أهلية، بل كانت غزوًا عسكريًا مكتمل الاركان، استهدف أرضًا وشعبًا ودولةً وهوية، مشيرين إلى أنه وفي 22 مايو 1990م، تم إعلان ما يسمى بـ"الوحدة اليمنية" المشؤومة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) والجمهورية العربية اليمنية (الشمال)، على أساس الشراكة السياسية والدستورية، غير أن الاحتلال اليمني غدر بتلك الشراكة، واجتاح الجنوب في صيف 1994م.

كما استعرضوا أهم الاختلالات التي بدأت بعد 22 مايو 1990م، وتحديدًا بعد أقل من عام، والذي بدأت منها الخلافات، وذلك بسبب إقصاء الكوادر الجنوبية وتهميش دورهم في صنع القرار، خاصة في الجيش والأمن.

'جنوب اليوم ليس كما قبله"

وفي ذات السياق استذكر الجنوبيين يوم بدأت قوات الاحتلال اليمني في 7 يوليو 1994م، بقصف العاصمة الجنوبية عدن، منوهين بأن بعد حرب 27 أبريل 1994م، قامت قوات الاحتلال اليمني بممارسة أبشع التصرفات أهمها نهب الوزارات والبنوك والمصانع الجنوبية، وتسريح آلالاف من العسكريين والمدنيين الجنوبيين قسرًا، والهيمنة على الأرض والثروات وإقصاء الجنوب من كل مراكز القرار.

وجددوا التأكيد على أن ما تسمى بالوحدة اليمنية المشؤومة فشلت بحكم الواقع والقانون، معللين ذلك بأن  أي وحدة تقوم على الإكراه والسلاح تعتبر "ضمًا واحتلالًا" لا شراكة.

وتفاخروا بجنوب اليوم بالقول: "الجنوب اليوم بات يمتلك قوات عسكرية وأمنية خاصة به، ويدير مؤسساته عبر المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطات المحلية"، مشيرين إلى أن هناك عدة دول ومؤسسات بدأت تتعامل مع الجنوب كقوة على الأرض، وهو ما يعزز فرص الحل العادل لقضيته المتمثلة في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.