اشراك الجنوب في تأمين الملاحة الدولية .. أهمية رئيسية تعزز الاستقرار في المنطقة (تقرير)

اشراك الجنوب في تأمين الملاحة الدولية .. أهمية رئيسية تعزز الاستقرار في المنطقة (تقرير)

اشراك الجنوب في تأمين الملاحة الدولية .. أهمية رئيسية تعزز الاستقرار في المنطقة (تقرير)
2025-04-17 00:03:09
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير_خاص

 

 

جدد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التأكيد على أهمية الدور الجنوبي في حماية الملاحة الدولية وضمان الأمن والاستقرار في خليج عدن وباب المندب، مشددًا على أن هذه المهمة ليست مسؤولية محلية فحسب، بل مسؤولية مشتركة إقليمية ودولية لما لها من تأثير مباشر على الأمن الاقتصادي العالمي.

جاء ذلك في تصريحات سابقة، حيث أشار الرئيس الزُبيدي إلى أن الجنوب ينظر بعين عالية من المسؤولية إلى التحديات المتزايدة في البحر الأحمر وخليج عدن، لافتًا إلى أن القوات المسلحة الجنوبية تقوم بدور حيوي في حماية السواحل والمياه الإقليمية، بالتعاون مع الشركاء في المنطقة والعالم.

 

"بين الأمن البحري واستقرار الجنوب والمنطقة "

وفي حديث سابق للرئيس القائد الزُبيدي قال فيه: “نحن ندرك جيدًا أن استقرار الملاحة الدولية في هذه البقعة الحيوية لا يُخدم من خلال الشعارات، بل من خلال الفعل الميداني، والتضحيات التي يقدمها أبطال الجنوب يوميًا لحماية الشريط الساحلي وممراته الحيوية”.

ويرى مراقبون أن هذا التصريح يعكس وعيًا استراتيجيًا عميقًا لدى القيادة الجنوبية، ليس فقط بأهمية الموقع الجغرافي الجنوبي في قلب الممرات الدولية، بل أيضًا بضرورة الربط بين الاستقرار الأمني البحري واستقرار الجنوب ككل.

ويقول المحلل السياسي، د. عبدالسلام القطيبي، إن “الجنوب كلما أثبت قدرته على حفظ أمن مياهه وحدوده، زادت مكانته السياسية، وتعزز موقعه التفاوضي تجاه المستقبل”، مضيفًا أن “الانتصارات الأمنية على البحر ليست فقط لحماية سفن الشحن العالمية، بل هي سياج يحمي مشروع الجنوب الوطني من الاختراق والتهميش”.

"الحفاظ على المكتسبات الجنوبية"

وفي السياق ذاته، شدد سياسيون جنوبيون على أن حماية الملاحة الدولية لا تنفصل عن ضرورة حماية الجنوب نفسه، بما في ذلك حدوده البرية والبحرية ومكتسباته السياسية والعسكرية التي تحققت خلال السنوات الماضية.

وأكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، فضل الشاعري، أن “قواتنا الجنوبية التي تؤمن السواحل، هي ذاتها التي حررت الأرض وقدّمت الشهداء دفاعًا عن الجنوب، وبالتالي فإن حفظ الأمن البحري هو امتداد لمعركة السيادة الجنوبية”.

وأضاف: “حماية الممرات المائية تعني أيضًا حماية الجنوب من التدخلات الخارجية، ومحاولات إغراقه في الفوضى، أو استخدام البحر كنقطة لتهريب السلاح والتمويل لبعض الجماعات الخارجة عن القانون”.

"شراكة الجنوب مع المجتمع الدولي"

ويرى مراقبون أن الجنوب، من خلال أجهزته الأمنية والعسكرية المنظمة، يثبت للعالم أنه شريك يمكن الوثوق به، خصوصًا في ظل عجز بعض الأطراف الأخرى عن ضبط أمنها الداخلي، فضلاً عن حماية الممرات البحرية.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاستراتيجي العميد متقاعد حسين باقيس: “إن استمرار الجنوب في أداء دوره بهذا المستوى العالي من المسؤولية، يجبر القوى الدولية على النظر إليه كرقم أساسي لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن أي تسوية سياسية قادمة”.

ويضيف: “كل خطوة ناجحة في تأمين المياه الإقليمية، هي نقطة تُسجل في رصيد الجنوب، وتعزز من مشروعية قضيته على طاولة القرار الإقليمي والدولي”.

"بين الإنجاز العسكري والسياسي… الجنوب يصنع قراره بهدوء"

من جهة أخرى، أشار محللون إلى أن ما يحققه الجنوب على الأرض – من بسط أمني وسيطرة على السواحل ومنشآت الموانئ الحيوية – يشكل أرضية صلبة للجنوب للانطلاق نحو فرض رؤيته السياسية، بعيدًا عن الضغوط أو التبعية.

ويقول الإعلامي الجنوبي فواز القحيم: “ما يجري ليس مجرد تأمين سواحل، بل هو تثبيت لسيادة الجنوب على أرضه ومياهه وقراره السياسي،الجنوب بات اليوم أكثر قدرة على حماية حدوده، وبالتالي أكثر جاهزية للتحدث باسمه، واتخاذ قراراته المستقبلية دون وصاية”.

"الجنوب بين التحديات والفرص"

ولا تخفي القيادات الجنوبية إدراكها لحجم التحديات، خصوصًا في ظل وجود قوى تسعى لإبقاء الجنوب في دائرة التبعية، عبر إثارة القلاقل أو محاولة السيطرة على مناطقه الحيوية تحت ذرائع مختلفة.

لكن تلك التحديات، بحسب مراقبين، تقابلها فرص حقيقية للجنوب لإثبات قدرته على أن يكون دولة قادمة، من خلال مؤسسات قوية، وقوات منظمة، وموقع جغرافي محوري يجعل منه بوابة استقرار لا يمكن تجاهلها.

"ختاماً"
تأتي بث تصريحات سابقة للرئيس الزُبيدي في توقيت حساس، حيث تشتد التوترات الإقليمية والدولية، ليعيد التأكيد على أن الجنوب ليس مجرد جغرافيا عابرة في خريطة البحر الأحمر، بل قوة حقيقية صاعدة تمسك بأحد مفاتيح الاستقرار الإقليمي والدولي.

وإذا كان العالم يبحث عن شركاء حقيقيين في الحرب ضد الإرهاب وضمان أمن التجارة العالمية، فإن الجنوب يقدم نفسه كخيار عقلاني وفعّال، يمتلك الإرادة، والتجربة، والتضحية… وقبل كل شيء، يمتلك حقه المشروع في أن يكون سيد قراره، ومهندس مستقبله.