في جريمة مروّعة هزّت حي الستين الشمالي بالعاصمة اليمنية صنعاء، أقدمت مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي بقيادة القيادي البارز "ناجي ربيد" على قتل الشاب علي محمد الشرعبي، نجل الحارس محمد الشرعبي، والاعتداء بوحشية على والده ووالدته وإخوته، بعد محاولات عنيفة لإجبارهم على مغادرة أرضية حرسوها لأكثر من ثلاثين عامًا دون مقابل مادي.
تفاصيل الجريمة تعود إلى أرضية واقعة أمام سوق علي محسن في الستين الشمالي بصنعاء، كان الحارس محمد الشرعبي، وهو من أبناء مديرية شرعب بمحافظة تعز، يحرسها منذ ما قبل العام 2000، بطلب من مالكها ناجي ربيد – الذي أصبح لاحقًا قياديًا بارزًا في جماعة الحوثي.
طوال تلك السنوات، لم يتلقى الشرعبي أي راتب، بل كان يعيش في غرفتين على نفس الأرضية مع أسرته، بناءً على اتفاق شفهي مع ربيد، يضمن له امتلاك "3 لبن" من الأرض مقابل حراسته.
ومؤخرًا، قرر ربيد إخراج الحارس من الأرض، عارضًا عليه مبلغ 7 ملايين ريال كمقابل لكل تلك السنوات، لكن الحارس رفض، متمسكًا بحقه وفقًا للأعراف المتعارف عليها في مثل هذه الحالات.
وظهر الخميس، تحوّل الخلاف إلى جريمة دامية، حيث اقتحم مسلحون من مليشيا الحوثي المنزل الذي تسكنه أسرة الحارس، مطلقين النار بعشوائية، ما أسفر عن مقتل الشاب علي محمد الشرعبي أمام أسرته، وجرح والده محمد الشرعبي، كما تم الاعتداء على والدته وإخوته بالضرب والطعن بالخناجر، كما هو موثق بالصور المرفقة بالخبر.
الجريمة البشعة وقعت أمام أنظار الجيران، الذين أكّدوا تفاصيل الواقعة وشاهدوا لحظة إخراج الأسرة بالقوة، وسط إطلاق كثيف للنار، في مشهد مأساوي تجاوز كل حدود الإنسانية.
ورغم بشاعة الجريمة، لا يزال الجناة أحرارًا طلقاء، وسط صمت مطبق وتواطؤ من قبل سلطات الأمر الواقع التابعة لمليشيا الحوثي، ما يجعل من هذه القضية قضية رأي عام تستوجب تحركًا عاجلًا من المنظمات الحقوقية والإنسانية