كتب/ مسعود عمشوش
الأزمة التي نشهدها اليوم ناجمة عن غلاء الأسعار وتدهور الخدمات والعملة المحلية. وهي أزمة يعاني منها الناس في مختلف أرجاء الجنوب واليمن. والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات حق مشروع، لاسيما حينما تشتد الازمات المعيشية، حق مشروع في عدن وغيرها من المدن والقرى. وعلى الرغم من أن تلك الوقفات يفترض أن ترفع فيها شعارات وتردد هتافات تنسجم مع الهدف الفعلي منها، فمن المعروف أن بعض المحتجين يصرون عادة على خلق نوع من الفوضى وربما يتحرشون برجال الأمن ويتعدون على المال العام لقناعتهم أن نجاح الوقفة أو المسيرة لا يتحقق إلا بجر رجال الأمن لقمعهم وحتى إطلاق النار والمسيرات أو التسبب في حرج او حتى وفاة أحد المحتجين أو المتظاهرين.
واللافت في الوقفات والمظاهرات التي تنظم اليوم في عدن: تسرب عدد كبير إلى صفوف المحتجين والمتظاهرين من مناطق أخرى تعاني هي من الأزمات نفسها، لكنهم لم يستطيعوا هناك (رفع نخس)، مما يثير التساؤل حول الهدف من مشاركتهم في الوقفات والمظاهرات في عدن.
وللأسف أن تلك العناصر تبذل كل ما في وسعها لإفراغ الاحتجاجات عن مسارها من خلال رفع شعارات ليست ضد الحكومة أو المجلس الرئاسي لكن ضد الجنوب وكل ما هو جنوبي في الحكومة والمجلس الرئاسي.
وفي اعتقادي أن هذه الظاهرة جعلت الاحتجاجات وكأنها وقفات تسعى في الأساس ضد القضية الجنوبية التي لا يختلف أبناء الجنوب مطلقا على شرعيتها.
واللافت كذلك، أن الخلايا الإعلامية السفيهة، والمستقرة في الخارج، والتي بقدرة قادر حلت في مكان وزارة الإعلام، تركز على جانب واحد في تلك الوقفات الاحتجاجية، وهو المعادي لقضية الجنوب النزيهة، وتهمل الحديث عن الهدف الحقيقي لخروج الناس المحتجين اي الأزمات الخانقة التي يعيشونها ويرفعون فيها كثير من الشعارات ضد مختلف مكونات الحكومة والمجلس القيادي وليس فقط ضد كل ما هو جنوبي.
وتحية هنا لرجال الأمن الذين يحرصون على ضبط النفس وتفويت الفرصة على الخلايا التي تبذل كل ما في وسعها إلى حرف مسار الوقفات الاحتجاجية عن مسارها.
.