الشخص النمّام الحسود: بين الفشل والجمود الشخصي

الشخص النمّام الحسود: بين الفشل والجمود الشخصي

الشخص النمّام الحسود: بين الفشل والجمود الشخصي
2025-02-12 00:35:23
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

 

بقلم/ الدكتور علي القحطاني

في الحياة نلتقي بأنواع مختلفة من الشخصيات، فبعضها إيجابي يدفع نفسه والآخرين نحو النجاح، وبعضها سلبي يغرق في مستنقع الحسد والنميمة، من بين هذه الفئات نجد الشخص الذي ينشغل بالترقب وانتقاد الآخرين الناجحين بدلاً من تطوير نفسه، فهو شخصٌ جامد لم يسعَ لتنمية مهاراته أو تحسين وضعه، بل يختبئ خلف ستار النميمة والتقليل من شأن الآخرين.

والصفات الشخصية لهذا النوع من الأشخاص يتميّز بعدة صفات سلبية تجعله عائقًا أمام نفسه وأمام من حوله:

1. الحسد الدائم فهو لا يرى النجاح كمصدر إلهام بل كمصدر إزعاج له، حيث يشعر بالغيرة من أي شخص يتقدم في حياته.

2. النميمة والتقليل من الآخرين بدلاً من العمل على تحسين نفسه، يقضي وقته في نشر الإشاعات عن الآخرين وتشويه سمعتهم.

3. الفشل في تطوير الذات فهو لا يسعى لاكتساب مهارات جديدة أو تحسين وضعه، بل يرضى بالركود، مما يجعله متأخراً دائماً.

4. الأنانية والانطوائية السلبية تجعله لا يحب الخير للآخرين، ويتجنب التعاون أو دعم أي شخص يمكن أن ينجح.

5. العقلية السلبية فيه تجعله يرى أن نجاح الآخرين هو تهديد له بدلاً من أن يكون دافعًا له ليحاول تحسين نفسه.

ومن النتائج السلبية لهذا السلوك هي:
- العزلة الاجتماعية مع مرور الوقت، يبتعد الناس عنه لأنه شخص سامّ ينشر السلبية شخص غير سوى.

- فقدان الفرص وعدم تطوير نفسه يجعله يفقد فرص التقدم في الحياة المهنية والشخصية.

- العيش في دائرة من الفشل يبقى محصورًا في نفس المستوى دون أي تطور، مما يزيد من إحباطه.

كيف يمكن التعامل مع هذا النوع من الأشخاص؟

- التجاهل وعدم إعطائه أهمية وعدم الاستماع إلى نميمته أو الدخول في جدال معه حتى إذا وصلت لك إساءة منه عبر أشخاص آخرين فالتجاهل يقتله تدريجيًا.

- التركيز على النجاح الشخصي هو الاستمرار في العمل بجد دون التأثر بمحاولاته للتقليل من الإنجازات التي تحققها.

نصحه إن أمكن أحيانًا قد يحتاج هذا الشخص إلى من ينصحه بطريقة حكيمة ليخرج من هذه العقلية السلبية والمرض النفسي الذي يعيشه.

وفي الختام الشخص النمّام الحسود لا يضر إلا نفسه في النهاية، فهو يقضي وقته في مراقبة الآخرين بدلاً من تحسين نفسه، والنجاح الحقيقي يأتي من العمل والاجتهاد، وليس من محاولة هدم نجاح الآخرين، لذلك بدلاً من الالتفات لهؤلاء الأشخاص، من الأفضل التركيز على تطوير الذات وتحقيق الأهداف بثقة وعزيمة وإصرار.