دبلوماسية الرئيس الزبيدي تمنح الجنوب حق المشاركة الدولية ورسم ملامح المستقبل للمنطقة (تقرير)

دبلوماسية الرئيس الزبيدي تمنح الجنوب حق المشاركة الدولية ورسم ملامح المستقبل للمنطقة (تقرير)

دبلوماسية الرئيس الزبيدي تمنح الجنوب حق المشاركة الدولية ورسم ملامح المستقبل للمنطقة (تقرير)
2025-01-26 01:40:44
صوت المقاومة الجنوبية/تقرير_خاص

 

شهدت الفعاليات الدولية الأخيرة حضوراً سياسياً لافتاً للرئيس عيدروس الزُبيدي، ما يعكس رؤية مدروسة لتعزيز دور الجنوب في رسم ملامح المستقبل السياسي للمنطقة.

وأظهرت هذه التحركات التزام القيادة الجنوبية بمواكبة التحديات الإقليمية والدولية عبر بناء شراكات استراتيجية تعزز الأمن والاستقرار.

ويمضي الرئيس الزُبيدي في تكثيف اتصالاته مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً، في إطار جهود تهدف إلى رسم خارطة طريق مشتركة للتعامل مع القضايا الراهنة، بما في ذلك التهديدات الأمنية المتصاعدة.

وتعكس التحركات الدبلوماسية المتواصلة للرئيس الزبيدي تطلعات شعب الجنوب إلى واقع ملموس، حيث تسهم هذه الجهود في ترسيخ حضور الجنوب كلاعب سياسي لا يمكن تجاوزه، مع ضمان الحفاظ على حقوق شعبه في تقرير مستقبله.

"عقد سلسلة لقاءات ثنائية دولية"

وعقد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المقام حالياً في منتجع دافوس بسويسرا.

واستهل الرئيس الزبيدي لقاءاته على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بلقاء ثنائي مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، واستعرض اللقاء آخر التطورات السياسية والاقتصادية في بلادنا، والأوضاع المعيشية الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب جراء استمرار الحرب والجهود المبذولة من قبل المجتمعين الإقليمي والدولي لإحلال السلام وإعادة الاستقرار إلى البلاد.

كما تبادل الجانبان، وجهات النظر حول الجهود المبذولة لدعم جهود مجلس القيادة الرئاسي لإنقاذ الاقتصاد، وأهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلادنا ودول مجلس التعاون لتحقيق التنمية المستدامة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وثمّن الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، الدور المحوري الذي تضطلع به دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم جهود السلام والاستقرار في بلادنا، مؤكداً على أهمية استمرار التنسيق المشترك للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة.

وفي سياق آخر، ألتقى، الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، مساء أمس اليوم، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني، حيث بحث الجانبان مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن على ضوء التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي لإعادة الاستقرار الى المنطقة.

وكان الرئيس الزبيدي، قد وصل الى سويسرا مساء أمس الأول، على رأس وفد بلادنا المشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انطلقت فعالياته في منتجع دافوس بسويسرا يوم الإثنين الماضي، ومن المقرر أن يواصل الرئيس الزبيدي لقاءاته الثنائية مع عدد من رؤساء الحكومات ووزراء خارجية الدول المشاركة في المنتدى في وقت لاحق اليوم وخلال اليومين القادمين.

"لقاءات مع المسؤولين في الخارج"

إلى ذلك، عقد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أمس الثلاثاء، على هامش مشاركته في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي الدولي، جلسة مباحثات ثنائية مع وزير خارجية أوكرانيا أندري سيبيها.

وجرى خلال الجلسة، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وآفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة، وفي هذا السياق ناقش الجانبان الإغاثة الإنسانية التي تقدمها أوكرانيا لبلادنا وفي مقدمتها مادة القمح.

وتطرق الجانبان خلال الجلسة التي حضرها محمد الغيثي رئيس هيئة التشاور والمصالحة، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وعمرو البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ممثل الرئيس للشؤون الخارجية، إلى التهديدات الأمنية المشتركة الناجمة عن المخططات الإيرانية في المنطقة وسُبل مواجهتها.

وفي إطار لقاءاته على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، ألتقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، أمس الثلاثاء أيضاً، معالي فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية العراقي، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما استعرض الرئيس الزُبيدي، في سياق اللقاء، التطورات السياسية والاقتصادية في بلادنا، مؤكدًا أن مجلس القيادة الرئاسي يعوّل على أشقائه العرب في لعب دور فاعل في دعم جهود إحلال السلام وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا والمنطقة.

وكان الرئيس الزُبيدي قد عقد عددا من اللقاءات المهمة مع عدد من مسؤولي المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث والدراسات، والتقى رؤساء عدد من المؤسسات الاقتصادية الدولية الرائدة، كان أبرزها اللقاء مع رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، ورئيس معهد مانهاتن لأبحاث السياسات.

"الرئيس الزبيدي : بدء المحادثة مع الإدارة الامريكية الجديدة مهمة ضرورية "

وفي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية، رحب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة قائلا إنها نقطة تحول حاسمة لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران والذين قال إنهم يهددون الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.

وقال الرئيس الزبيدي في تصريح لرويترز إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة بايدن، التي قال إنها سمحت للحوثيين بتعزيز سلطتهم وتعزيز قدراتهم العسكرية وتوسيع نطاق وصولهم إلى ما هو أبعد من اليمن.

وأضاف في مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "ترامب يعرف ما يريد. وهو صانع قرار قوي"، وقال "نحن من المعجبين والمعجبين والمؤيدين لسياسة ترامب... لأنه يتمتع بشخصية لديها ما يكفي من القوة في اتخاذ القرار لحكم أميركا والعالم"، مضيفاً أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريباً.

"إنهاء مليشيا الحوثي يتطلب دعم القوات البرية"

ودعا الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في حديثه لوسائل الإعلام الأجنبية ، إلى استغلال الضعف الذي تمر به إيران حالياً لضرب حليفها في اليمن المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية، مشيراً إلى أن التراجع الإيراني في لبنان وسوريا وغزة ترك إيران في وضع ضعيف للغاية، ولم يعد لديها سوى مجال واحد متبقٍ، وهو اليمن، وبالتالي فإن الوقت الحالي هو المناسب لمواجهة الحوثيين ودفعهم إلى مواقعهم الأصلية.

وجدد الرئيس الزُبيدي، التأكيد على ضرورة وجود استراتيجية متعددة الجوانب تتضمن تعاون القوات البرية المحلية مع الضربات الجوية الغربية، مطالبا في السياق الإدارة الأمريكية الجديدة بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وتجسيد "القيادة الحاسمة" التي أظهرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف الرئيس الزُبيدي قائلا: "إيران لن تتخلى عن الحوثيين، بل على العكس، ستضاعف دعمها لهم باعتبارهم آخر مكوّن في سلسلة وكلائها. لذلك، هذا هو الوقت المناسب لنا أيضاً لزيادة الجهود والضغط عليهم إلى أقصى حد"، مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم المشورة الاستخباراتية لأي جهة تنفذ هجمات على مواقع الحوثيين، مضيفاً: "نحن مستعدون للعمل مع الجميع في هذا الأمر.

"ختاماً"

تُجسد مشاركة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي رؤية قيادية تتطلع إلى وضع الجنوب في قلب المشهد الدولي. إنها خطوة تعزز حضور قضية الجنوب كجزء لا يتجزأ من مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة، ورسالة بأن الجنوب قادر على تقديم نموذج سياسي واقتصادي يُحتذى به.

من خلال هذه المشاركة، يتأكد للجميع أن صوت الجنوب أصبح حاضرًا في المحافل الكبرى، وأن القيادة الجنوبية ماضية بثبات لتحقيق تطلعات شعبها. إنها ليست مجرد مشاركة في حدث عالمي، بل تأكيد جديد على أن الجنوب يسير نحو تحقيق مكانته المستحقة في العالم، بخطى ثابتة ومسار واضح.