في تصعيد خطير لانتهاكاتها ضد الإنسانية، أقدمت مليشيا الحوثي على إعدام أربعة أسرى تم أسرهم في جبهة المسيمير بمحافظة لحج خلال سبتمبر الماضي، هذه الجريمة البشعة، التي تحرمها القوانين الدولية وتدينها الشرائع السماوية، تكشف عن وحشية المليشيا وازدرائها للأعراف والمواثيق الإنسانية.
وفي تصريح سابق للمقدم محمد النقيب، الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، أدان بشدة الجريمة قائلاً: “إن إعدام الأسرى الأربعة جريمة نكراء تكشف عن خوف مليشيا الحوثي من صمود أبناء الجنوب وتفتح باب الجحيم عليهم”. كما أكد أن هذه الجرائم لن تمر دون رد، وأن الجنوب مستمر في مواجهة الانتهاكات الحوثية بكل الوسائل الممكنة.
"ممارسات ممنهجة لاستهداف الجنوبيين"
تتجاوز انتهاكات مليشيا الحوثي القتل المباشر إلى ممارسات ممنهجة تهدف لاستهداف الهوية الجنوبية،من أبرز هذه الممارسات عملية الفرز بالبطاقة الشخصية وتفتيش الجوالات لأي جنوبي يدخل إلى مناطقهم، حيث يقومون بمراجعة محتويات الهاتف عبر تطبيقات مثل “جوجل” للبحث عن أي كلمات قد تدل على علاقة بالتحالف أو الجنوب.
تسببت هذه الإجراءات في اعتقال وسجن العديد من الجنوبيين لمجرد انتمائهم الجغرافي أو ارتباطهم بعمل مشروع في مناطق الحوثيين، من بين الضحايا الذين تعرضوا لهذه الانتهاكات: وليد محمد قائد، فتح مانع الشعيبي، وصالح بن صالح الردفاني، الذين كانوا البعض منهم يعملون في صنعاء وبعضهم يسافرون لغرض إكمال متابعات في محافظات شمالية أخرى مختلفة، وغيرهم العديد ممن تم اعتقالهم بهذه الطريقه وهذا الأسلوب.
"دعوات لتحرك دولي ضد جرائم مليشيا الحوثي"
في ظل هذه الجرائم، أشار حقوقيون ومراقبون إلى أن الصمت الدولي عن مثل هذه الانتهاكات الحوثية يعد تواطؤًا غير مباشر، مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم ضد مليشيا الحوثي، داعيين إلى ضرورة إحالة هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
"الجنوب يثبت صلابته في مواجهة التحديات"
رغم فظاعة الجريمة الأخيرة، أثبت الجنوب مرة أخرى صلابته وإرادته في مواجهة التحديات،هذه الجرائم الحوثية لم تزِد أبناء الجنوب إلا تمسكًا بمشروعهم الوطني وسعيهم لتحقيق أمنهم واستقرارهم، التضحيات التي يقدمها أبناء الجنوب، سواء في ميادين القتال أو نتيجة هذه الانتهاكات، تعكس إرادة لا تلين وتصميمًا على مواصلة النضال حتى تحرير الأرض وتحقيق العدالة.
"ختاما"
جرائم مليشيا الحوثي ضد الأسرى ليست سوى جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تهدف إلى تدمير الهوية الجنوبية وإضعاف عزيمتها،ولكن الواقع يثبت أن الجنوب قادر على تجاوز هذه التحديات وتحويلها إلى محفز للصمود والتكاتف، أبناء الجنوب، بصمودهم وتضحياتهم، يرسلون رسالة واضحة: أن المشروع الوطني الجنوبي أكبر من أن تهزمه قوة غاشمة.