يشهد وادي حضرموت تصاعدًا ملحوظًا في المطالب الشعبية بضرورة إنهاء وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى التي يرى أبناء حضرموت أنها أصبحت بؤرة لزعزعة الأمن وإيواء الإرهاب؛هذه المطالب تأتي متسقة مع تطلعات الجنوبيين بشكل عام، الذين يرون في تحرير الوادي خطوة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعادتها إلى حضن الجنوب الذي تنتمي إليه.
"المطالبة بالتحرير.. أولوية جنوبية"
تحتل قضية تحرير وادي حضرموت مكانة محورية في نضال الجنوبيين، وتحديدًا أبناء حضرموت،إذ يرون أن إنهاء هيمنة المنطقة العسكرية الأولى التي تُتهم بانتهاكات واسعة النطاق، يمثل خطوة لا يمكن التراجع عنها،تسليم إدارة الوادي إلى قوات النخبة الحضرمية هو مطلب شعبي وسياسي يحظى بدعم جماهيري واسع، إذ يمثل ركيزة أساسية لضمان الأمن وإعادة الوادي إلى المسار الطبيعي ضمن المشروع الجنوبي.
ويعتبر الجنوبيون، أن إنهاء وجود هذه القوات التابعة لجماعة الإخوان والتي يتهمونها بالتنسيق مع جماعات إرهابية، هو السبيل الوحيد لوضع حد لحالة الانفلات الأمني التي عانى منها الوادي على مدار سنوات طويلة.
"السياق السياسي والشعبي"
الاحتجاجات الشعبية والمليونيات التي شهدها وادي حضرموت تعكس بوضوح حالة التوافق الجنوبي حول مطلب تحرير الوادي،هذه الفعاليات تأتي ردًا على ما يعتبره الجنوبيون احتلالًا عسكريًا وقمعيًا يمارس نهبًا للثروات وتهميشًا للحقوق.
سياسيون ونشطاء جنوبيون أكدوا أن استمرار وجود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت لا يهدد الأمن المحلي فحسب، بل يشكل عاملًا لعدم الاستقرار الإقليمي، نظرًا لتورط هذه القوات في أعمال عنف وتواطؤ مع الميليشيات الحوثية، بما في ذلك عمليات استهداف ضد قوات التحالف العربي.
"أبعاد المطالب الحضرمية والجنوبيّة"
يرى مراقبون أن تحرير وادي حضرموت لا يمثل مطلبًا حضرميًا فقط، بل يعكس جوهر القضية الجنوبية التي تركز على استعادة الحقوق ورفض استمرار استغلال الثروات الجنوبية لصالح قوى يرون أنها تسعى إلى تهميش أبناء الجنوب وإضعاف تطلعاتهم.
كما يشدد هؤلاء على أن تحقيق هذه المطالب لا يعني فقط إنهاء الاحتلال العسكري للوادي، بل يُنظر إليه كخطوة محورية لتمكين أبناء الجنوب من السيطرة على مواردهم واستعادة سيادتهم، ما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
"رسالة قوية للقوى المناهضة"
يرسل أبناء الجنوب، من خلال هذه التحركات، رسالة واضحة بأن إرادتهم لا يمكن كسرها،يرون أن أي محاولات لتجاهل مطالبهم أو فرض أجندات معادية ستُقابل بمزيد من الصمود، معتبرين أن مسار التحرير هو حق مشروع لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.
في الختام، فإن تحرير وادي حضرموت يظل هدفًا رئيسيًا للحضارم والجنوبيين عامة، كجزء من مشروع وطني أوسع يسعى لاستعادة الحقوق والسيادة في إطار الجنوب، وضمان الأمن والاستقرار في واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية أهمية.