مريس.. حصن المقاومة وأيقونة الصمود في وجه الغزاة

مريس.. حصن المقاومة وأيقونة الصمود في وجه الغزاة

مريس.. حصن المقاومة وأيقونة الصمود في وجه الغزاة
2020-01-26 16:48:30
صوت المقاومة /خاص-محمد مقبل ابو شادي
على امتداد السلاسل الجبيلية المحيطة بالضالع شرقًا من حدود الشعيب إلى العود شمالا تمتد منطقة مريس معقل الأحرار وأيقونة الصمود وبوابة الانتصار شمال شرق الضالع.
في مريس تلك البقعة التي حباها الله بأرض خصبة كريمة ككرم أهلها، يواصل الأبناء السير قدما على دروب آبائهم الذين عرفهم التاريخ بالشجاعة والنخوة والفداء، فهم امتداد لعرين الأسود ضالع الصمود بوابة الجنوب الشمالية.
في مريس تنافست القبائل في سبيل الذود عن الشرف والكرامة، فقدمت خيرة شبابها شهداءً في سبيل الكرامة والدفاع عن الدين والأرض، وقد وثق التاريخ لمريس شرف التضحية حين استشهد 13 فردًا من أسرة آل الاصهب في تفاصيل معركة الأرض والدين والهوية.
حزام أمن مريس.. حائط صد الدفاع الأول شمال شرق الضالع
على طول امتداد الخط الرئيسي الدولي الرابط بين العاصمة الجنوبية عدن والعاصمة اليمنية المحتلة من قبل الحوثيين صنعاء ينصب أبطال القطاع الخامس حزام أمني في مريس نقاطهم الأمنية، وعلى النقاط المحورية النارية بجبهة مريس شمالي محافظة الضالع يتمترسون ويدافعون ببنادقهم عن مقدسات الوطن ومكتسبات النصر. 
بجهود كبيرة يبذلها المقدم/ نصر جعوال قائد القطاع الخامس حزام أمني في مريس وجنوده البواسل أصبحوا اليوم قوة أمنية وعسكرية كبري لا تقتصر مهامهم اليومية على مجال حفظ الأمن الداخلي فحسب، بل يقومون بالتصدي لهجمات المليشيات الحوثية التي تحاول التقدم في المنطقة ويحرقون بثباتهم كل محاولات وأوراق الغزاة المستميتة هناك.
قائد حزام مريس يكشف عن موعد فتح طريق (عدن - صنعاء) الدولي ويتحدث عن آخر المستجدات العسكرية بالضالع 
في بداية استطلاعنا الميداني لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" التقينا بالمقدم "نصر جعوال" قائد القطاع الخامس حزام أمني وتحدث معنا بشكل مطول عن المستجدات الميدانية هناك.
 وكشف المقدم "نصر جعوال" قائد قوات القطاع حزام أمني في بلدة مريس الاستراتيجية شمالي محافظة الضالع عن موعد فتح الطريق الدولي بين العاصمة عدن والعاصمة اليمنية المحتلة من قبل الحوثيين صنعاء، وتحدث أيضا عن آخر المستجدات العسكرية للمعارك بين القوات الجنوبية المشتركة ومسلحي جماعة الحوثي الانقلابية في محافظة الضالع.
وقال المقدم "جعوال" في تصريحات خاصة لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية": "هذه المنطقة المكونة من بلدات هجار وشليل والقرن وتبة القرحة هي المناطق  التي تتمركز فيها قوات العدو والتباب الحمر الواقعة فوق منطقة هجار وهناك طريق تأتي من دمت إلى قرية سون، و من نقيل ريسان حتى يصلون إلى شليل وهجار وصولا الى جبهة باب غلق، وفي فرع آخر من القرن يخرجون بيت الشرجي وجبهة الفاخر، وهذه الطريق إذا قمنا بقطعها من قائمة سون ستحقق لنا  انتصارات 95% من منطقة العود لأنها الطريق الوحيدة نحو المناطق المذكورة أعلاه ، فإن قطع شريان الإمداد هذا لن تبقى معهم إلا شريان إمداد واحد وهو خط الفاخر إب القريب من جبهة حمك قعطبة" .
وأضاف: "وأما بالنسبة لقوات الحزام الأمني والقوات المشتركة فهي تتمركز في منطقة الرقة والزيلة والعدو يتواجد في الجهة الأخرى تحديدا في قرية سون وأخوان العبد و ناصة" .
وأضاف أيضا: "وتتمركز قواتنا في موقع صلة وموقع السفينة وحصن شداد الذي تتواجد فيه قوات اللواء الأول مقاومة واللواء الرابع وفي شعب المول أيضا وموقع الجنبوع" .
وعن المعارك التي دارات خلال الأشهر الماضية بين القوات الجنوبية ومليشيات الحوثي شمال بلدة مريس أوضح أيضا: "بالنسبة لهذه المنطقة - صولان القديمة وحصن جميل - كانت تحت سيطرة الحوثي مع تبة وينان والخلل، من ثم قمنا ذات يوم بعملية عسكرية ودحرنا المليشيات من هذه المناطق إلى مناطق أخرى، وعندما نقص الإمداد والذخائر ثبتنا في هذه المواقع وحاول العدو لعدة مرات استعادة سيطرته على هذه المواقع لكنهم تكبدوا خسائر كبيرة من قبل أبطالنا البواسل".
وعن الدعم المقدم للقوات المرابطة في جبهة مريس أشار موضحا: "بفضل الله ثم أحمد قائد، لا غيره ولا سواه، ولم نتلقَ أي دعم من غيره فهو الذي قام عندما كان الحوثي يريد إسقاط مريس، أحمد قائد هو الذي طلّع العدة والعتاد، طلّع العيارات النارية إلى قمم الجبال وقدّم لنا كل ما يملك من دعم، وأتى أيضا القائد/ عمار علي محسن "أبو علي" قائد اللواء الثاني عشر عمالقة وقدم لنا صواريخ حرارية استطعنا من خلالها تدمير دبابة وطقمين وعربة بي إم بي للمليشيات في هذه المناطق وقام العدو بسحبهن في المساء إلى خرطوم يعيس حينها،  الشكر لله ثم لأحمد قائد هو الذي صمد معنا من أول يوم، هذه كلمة حق نقولها والمنطقة كلها تعرف هذا، وأتت إلينا ألوية ثانية من العمالقة وأبناء الجنوب كلهم ساندونا ولا يزال أبطال اللواء الأول والثاني مقاومة والخامس صاعقة مرابطين في عدد من المواقع بجبهة مريس" .
ووجه المقدم "نصر جعوال" رسالة قال فيها: "نقول لإخواننا الداعمين والقيادة، ونخص بالذات القيادة الجنوبية، فنحن هنا في منطقة مريس بوابة الجنوب صامدون صمود الجبال، ولا يمكن أن نتزحزح حتى آخر نفس تنفسه وسندافع عن الوطن بأرواحنا ودمائنا حتى ننتهي." 
وعن حقيقة وصول تعزيزات حوثية كبيرة إلى الضالع، خلال الأيام الماضية، استطرد قائلا: "نعم هذه الأيام هناك تعزيزات حوثية وبكثافة أطقم متحركة وعيارات ثقيلة يتواجدون في مناطق من جبهة مريس وتعتبر جبهة مريس منطقة توزيع لمليشيات الحوثي إلى جبهة الفاخر وباب غلق وغيرها من جبهات الضالع، يتجمع أفراد المليشيات وتعزيزاتهم الواصلة في منطقة قائمة سون والقهرة والزيلة من ثم يتم توزيعهم إلى مختلف الجبهات بالضالع، فطريق دمت هو أقرب خط للمليشيات الحوثية إلى جبهة الضالع". 
وعن موعد فتح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن جنوبي اليمن والعاصمة اليمنية صنعاء المحتلة من قبل الحوثيين أوضح أيضا: "أن وجد تحرك لدحر العدو سيتم فتح الخط، أما إذا لم يوجد نوايا جادة لدحر العدو فلا يمكن أن يتم فتح الخط، والحوثيون قاموا سابقًا بتفجير الكثير من الجسور في الطريق الدولي بمريس، فإذا تم دحر العدو بعيدا يمكننا أن نقوم بإصلاح الخط وترميمه ومن ثم إعادة فتحه، فالعدو الآن قام بزراعة الكثير من الألغام والعبوات في الخط حسب معلوماتنا".
 واختتم المقدم "نصر جعوال" تصريحه برسالة خص فيها الشرعية والتحالف وجاء فيها: "نوجه رسالتنا من الخطوط الأمامية المتقدمة لجبهة مريس إلى الشرعية وقوات التحالف أنه في تقصير في جبهة مريس بالذات، نعاني منذ خمسة أعوام وضحينا بالكثير من الشهداء ولكن لم نلتمس أي دعم منهم لجبهة مريس بالذات الحكومة الشرعية." 
وأضاف: "ونوجه رسالة لمن يكونوا مسؤولين الأمن أنّ الأمن هنا معنا أقسام، أمن لكن لم يؤدي واجبه حتى 1%، نحن في القطاع الخامس حزام أمني في مريس متحملين أكثر من ثمانية مواقع في الجبهة، ولدينا خمس نقاط أمنية ومعسكر، ومتحملين قضايا الأمن الداخلي والمقرات الأمنية مقر أمن ولكن ولا يقومون بأي مهام أو واجبات إنما يقتصر عملهم على الأكل والراتب والصرفة فقط."
شرف الانتماء
وفي استطلاعنا لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" التقينا بأحد أبطال القطاع الخامس حزام أمني في مريس يدعى "فاضل عبدالله اليعيسي" الذي شرع وتحدث قائلاً: "نحن هنا نحمل أمانة كبرى وهي شرف الانتماء والدفاع عن الوطن وحفظ الأمن والاستقرار".
وواصل البطل "اليعيسي" حديثه قائلاً: "في جبهة مريس تنتشر قواتنا ويقاتل أبطالنا إلى جانب أبناء مريس الشرفاء والقوات العسكرية الأخرى في جبهة قتالية كبيرة تمتد من أطراف دمت وصولاً إلى حدود قعطبة، وبهذا فإن المعارك هنا صعبة نوعاً ما نتيجة وعورة الجبال وغير ذلك من العوامل، إلا أن ذلك لن يعيقنا في تأدية واجبنا على أكمل وجه".
واختتم المناضل "اليعيسي" حديثه قائلاً: "ندعو كل القوات الجنوبية والمشتركة إلى بذل مزيد من الجهود في جبهات الضالع إلى الثبات والتفاني وعدم التهاون في سبيل الدفاع عن هذا الوطن الذي تتكالب عليه الأعداء في كل مكان ".
مريس جنوبية 
التقينا بركن القوى البشرية في القطاع الخامس حزام أمني بمريس البطل "صقر جعوال" وتحدث إلينا قائلاً: "منذ اشتداد المواجهات في هذه الجبهة كان أبطال مريس بجانب إخوانهم في الضالع منذ أول يوم، وهذا ما ساهم في تحقيق النجاحات والانتصارات الميدانية على المليشيات الحوثية الغازية".
ويواصل الحديث مؤكداً: "مريس أرض غير قابلة للتواجد المسلح لمليشيات الحوثي وهي تقاوم هذا الطغيان المسلح منذ أربعة أعوام وقدمت قوافل من الشهداء رغم خذلانها من جميع الجهات ".
ويختتم الحديث واللقاء بالقول: "مريس منذ القدم لديها روابط أيديولوجية واجتماعية بمناطق الضالع الجنوبية وفي المستقبل بإذن الله ستكون مريس جزءاً من الأراضي التابعة للجنوب العربي".
بطولات ملحمية
ومن بين اللقاءات التي أجريناها مع أبطال ومنتسبي القطاع الخامس حزام أمني في مريس كان لقاؤنا مع المناضل البطل "محمد عبدالله البحيري" الذي من جانبه استهل حديثه للصحيفة قائلا: "من هنا من الضالع الأبية الشامخة الصامدة كصمود جبالها الشاهقة نحدثكم بأن أبطالنا البواسل المرابطين في كل المواقع القتالية والجبهات يسطرون كل يوم أروع الملاحم البطولية التاريخية ضد جحافل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
ويواصل البطل "محمد عبدالله البحيري" قائلا: "بطولات أبطالنا الملحمية وتفانيهم الكبير ومعنوياتهم العالية كانت كفيلة بهزيمة الحوثيين وتكبيدهم أكبر الخسائر".
وفي ختام حديثه اختتم قائلا: "بطولاتنا في جبهات مريس خاصة والضالع عامة مستمرة، ولن نتراجع عن تحقيق النجاحات والإنجازات أو نتراجع أو نخضع مهما كلفنا من ثمن ومهما كلفنا من تضحيات".
مصير واحد
بصوت واحد يهتف أبطال الحزام الأمني قطاع مريس قائلين: "نحن في القطاع الخامس ومقاومة مريس تربطنا مع الضالع ومقاومتها الباسلة أهداف مشتركة ومصير واحد وهو التصدي لمليشيات الحوثي وإزاحة الخطر المحدق من المنطقة".
ويضيفون أيضا: "حاولت مليشيات الحوثي الانقلابية عبر أبواقها الإعلامية وتحالفاتها مع بعض القوى عزل الضالع عن محيطها المقاوم في مناطق، وهذا الرهان الذي ظلت تعمل عليه كثيراً والورقة التي أحرقتها قواتنا الجنوبية وأبطال مريس مبكراً ".
موسم الربيع
منذ ما يقارب الخمسة أعوام حاولت جماعة الحوثي الانقلابية اجتياح بلدة مريس العصية الشامخة التي قدمت خيرة أبنائها في التصدي لطغيان المليشيات الدموية الغازية. 
مع تأسيس قوات القطاع الخامس حزام أمني بدأت تتفتح على سهول وجبال البلدة الحالمة زهور الربيع "ربيع مريس" الثائرة التي قيل عنها الكثير من المقاتلين هناك بأن المليشيات الحوثية أرادت اجتياحها ومحاولة إسقاطها منها وتهديد الضالع مباشرة إلا أنها تحولت إلى مقبرة جماعية لعناصر المليشيات الحوثية الغازية التي جرّت أذيال الهزيمة والعار جراء الضربات الموجعة التي تتلقاها في مريس كل يوم.