أبطال القوات الجنوبية بجبهات الضالع.. نصف عام من الصمود والثبات والانتصار

أبطال القوات الجنوبية بجبهات الضالع.. نصف عام من الصمود والثبات والانتصار

أبطال القوات الجنوبية بجبهات الضالع.. نصف عام من الصمود والثبات والانتصار
2019-11-13 18:02:10
صوت المقاومة/خاص-محمد مقبل أبو شادي
مضى نصف عام من المواجهات العسكرية الدائرة بين مليشيات الحوثي الانقلابية ووحدات القوات الجنوبية المشتركة على الحدود الشمالية والغربية لمحافظة الضالع، بعد أن شنت المليشيات المدعومة من إيران سلسلة من محاولات زحف أرادت من خلالها السيطرة على المدينة وجعلها قاعدة عسكرية لقواتها لاستهداف أهداف عسكرية للقوات الجنوبية والتحالف في قاعدة العند الاستراتيجية والعاصمة عدن.
القوات الجنوبية المرابطة في مختلف الميادين بجبهة الضالع تكمل اليوم مسافة نصف عام من الصمود والثبات حققت من خلالها انتصارات عسكرية متتالية وكبّدت مسلحي جماعة الحوثي الخسائر والنكبات التي أوصلت المليشيات لمرحلة التقهقر مرات كثيرة.
القائد هيثم نويصر: خلال نصف عام حققت قواتنا الجنوبية بالضالع إنجازات لم تحقق قوات الإصلاح في مأرب مثلها خلال خمسة أعوام!
في بداية استطلاعنا الميداني لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" التقينا بأحد أبرز القيادات الجنوبية في جبهة الضالع، قائد قوات الطوارئ والدعم الأمني العقيد "هيثم فضل نويصر" الذي استهل حديثه للصحيفة قائلا: "اليوم تكمل معارك الضالع فترة زمنية تقدر بستة أشهر – نصف سنة- في الوقت الذي حققت فيه قواتنا إنجازات ونجاحات ميدانية كبيرة وحررت مناطق ومدنًا كبيرة شمال وغرب الضالع، وتعمل قواتنا على توسيع رقعة التحرير يوما بعد آخر، بينما وخلال خمسة أعوام لم تستطع قوات الإخوان في مأرب أو الجبهات التي يسيطرون عليها تحقيق أي نصر يذكر رغم الدعم الكبير المقدم لهم مقارنة بجبهة الضالع".
ويضيف العقيد "هيثم نويصر " ضمن حديثه أيضا: "نحن في جبهة الضالع مستمرون في أعمالنا القتالية لمواجهة طغيان وحشد مليشيات الحوثي الانقلابية ضمن إطار شراكتنا مع قوات التحالف العربي في هذه المعركة". 
واختتم العقيد "هيثم نويصر" حديثه للصحيفة حيث قال: "ختامًا نحيي صمود قواتنا وأبطالنا في مختلف الجبهات القتالية والميادين ونترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى".
أصيب في مناسبات ثلاث
الجريح البطل عبدالله أحمد قايد البدشي - أحد شباب منطقة العبارى في حجر، ومن أبرز منتسبي كتائب الشهيد القائد "شلال الشوبجي" - التقينا به في مقدمة الخطوط النارية لجبهة الفاخر بعد أن تعرض لثلاث إصابات متتالية خلال جبهات الضالع ويتعاطى العلاج في مترسه بحبيل الكلب بالفاخر.
استهل البطل "عبدالله أحمد قائد البدشي" حديثه للصحيفة قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية نرحب بطاقم صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" هنا في جبهة الفاخر التي تقوم بزيارة هذه الجبهة بشكل مستمر وتتلمس أوضاع المقاتلين هنا".
وأضاف في حديثه أيضا: "أصبت ثلاث مرات متتالية في جبهة العبارى وشخب كانت آخرها إصابة في العمود الفقري ولم أمكث في المستشفى سوى نصف يوم قبل أن أعود للمترس الذي عشقته في هذه الجبهة لأكمل مسيرة النضال بجانب رفاق السلاح والتحرر".
واختتم البطل "عبدالله أحمد قايد " حديثه مؤكدا: "هنا في الضالع لن نسمح للمليشيات الحوثية بأن تتقدم لشبر واحد في أراضينا، وسنعمل بروح الفريق الاستشهادي الواحد لدحر كل محاولات الغزاة ومحاولاتهم المستميتة بالتقدم صوب مواقعنا".
سنقدم القوافل ولن نرهب
ومن ضمن اللقاءات التي أجريناها مع أبطال القوات الجنوبية في جبهات الضالع كان لقاؤنا بالقيادي في اللواء الثاني مقاومة ووالد أحد الشهداء الذين سقطوا في ذكرى اقتحام جبل وينان بمريس الشهيد القائد "محمد عبدول" المعروف بلقبه "طبوز". 
القائد "علي أحمد عبدول" استهل حديثه لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" قائلا: "بفضل الله تعالى ثم بإسناد ودعم الأشقاء في التحالف العربي وبفضل دما شهدائنا وعزيمة أبطالنا نقوم بكسر كل الزحوف التي تقوم بها مليشيات الحوثي وتكبيدهم الخسائر الكبيرة كل يوم".
ويضيف القائد "علي عبدول" في حديثه أيضا: "نحن هنا في مواقعنا صامدون صمود الجبال الشامخات الرواسي، لن نتزحزح قيد أنملة من مواقعنا ولن تزيدنا الحملات الحوثية وزحوفهم إلا عزيمة على التصدي لهم وإصرارا على المضي قدما في المسيرة التحررية الاستشهادية بجبهات الضالع".
واختتم القائد "علي أحمد علي عبدول" حديثه بالقول: "لقد قدمت أحد أولادي شهيدًا في سبيل التصدي للغزاة وهو الشهيد الشاب القيادي البطل "محمد علي عبدول" الذي استشهد قبل نحو ثلاثة أشهر في جبهة مريس، ومستعدون لتقديم القوافل من الشهداء ولن نرهب".
نكبات حوثية
لقاء آخر أجريناه مع أحد أبطال القوات الجنوبية بالضالع يدعى "فضل عبدالله محمد" الذي تحدث إلينا بنبرات ثقة مفتتحا حديثه بالقول: "لقد لقنت قواتنا الجنوبية الباسلة مليشيات الحوثي الإيرانية في مختلف جبهات الضالع ومنذ بدء المعركة الدروس القاسية والموجعة وكبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد والممتلكات".
ويضيف الشاب "فضل عبدالله محمد" ضمن حديثه موضحا حيث قال: "بالنسبة لخسائر المليشيات الحوثية في معركة الثامن من أكتوبر التاريخية كانت كارثية بامتياز، حيث قتل وجرح وأُسِر العشرات من عناصرهم بينما لاذ المئات بالفرار وخسروا أكثر من 30 موقعا عسكريا كانت تستخدمه المليشيات ثكنات عسكرية، ناهيك عن ما اغتنمته القوات الجنوبية من أسلحة وآليات حربية ومعدات قتالية وعربات بث تلفزيونية وغيرها".
وبنفس نبرات الثقة التي استهل بها الشاب "فضل عبدالله محمد" حديثه اختتم اللقاء بالقول: "ستواصل القوات الجنوبية توجيه الضربات الموجعة لجماعة الحوثي الإيرانية وستتعرض هذه المليشيات البربرية للانتكاسات العسكرية والخسائر المتتالية في قادم الأيام بإذن الله".
الجنوب الكبير
وفي اللقاء الذي أجريناه مع البطل "فهمي فاروق"، وهو أحد منتسبي قوات اللواء السادس صاعقة، والذي بدوره تحدث إلينا قائلا: "نحن منتسبو القوات الجنوبية من حزام أمني ومقاومة وعمالقة وغيرها من التشكيلات وفي هذه المواقع التماسية - التي لا تفصلها عن مواقع قوات المليشيات الحوثية سوى أمتار - كالجسد الواحد إن صح التعبير". 
وتحت حرارة الشمس في بلدة سليم القريبة من الفاخر يواصل "فهمي فاروق" حديثه للصحيفة مؤكدا: "لدينا هنا عدو غاشم واحد، ونحن أيضا أبناء وطن جنوبي واحد، نقاتل من أجل هدف، ولدينا مصير واحد". 
وفي لحظات الختام طوى الشاب العشريني "فهمي فاروق " الحديث قائلا: "الحروب ليست الوحيدة من توحدنا كجنوبيين، نحن جسد واحد منذ أن تصالحنا وتسامحنا وطلّقنا الماضي الدفين بمآسيه، ولن نسمح لأحد أو جماعة أن تعود بنا إلى ظلام الماضي مهما كلفنا ذلك من ثمن".
محاولات فاشلة
وفي موقع لكمة عثمان الاستراتيجي المطل على سوق الفاخر والتي يتمترس به أبطال ومنتسبو اللواء الرابع مقاومة جنوبية بالضالع، كان لنا لقا عابر وقت الظهيرة مع القيادي في اللواء الرابع مقاومة "فؤاد فارع الابحن" الذي بدوره تحدث إلينا قائلا: "تحاول مليشيات الحوثي مرارا وتكرارا مهاجمة مواقعنا المتقدمة الواقعة ضمن نسق الجبهة الأول، فهي منذ انتكاستها الأخيرة في الثامن من أكتوبر تحاول استعادة ما خسرته من خلال عدد من الهجمات العسكرية التي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة".
ويضيف القائد "فؤاد فارع" قائلا: "في الجانب الآخر أبطال اللواء الرابع مقاومة بقيادة العقيد "أوسان الشاعري" خاصة، والقوات الجنوبية المرابطة في هذه الجبهة عامة، تتصدى وبكل بسالة وفداء للمليشيات الحوثية".
وبكلمات عبّرت عن مدى الثقة الكبيرة بالنفس والإيمان بعدالة القضية من قبل أبطال القوات الجنوبية بالضالع اختتم القائد "فؤاد فارع" حديثه قائلا: "لن تستطيع المليشيات الحوثية أن تحدث أي اختراق عسكري لمواقعنا أو استعادة أي موقع خسرته مادام نبض الحياة يسري في أوردتنا وعروقنا".
تضحية وبطولة
ومن ضمن اللقاءات أيضا والاستطلاع الميداني لمواقع تمركز أبطال القوات الجنوبية المشتركة بجبهة الفاخر النارية في أقصى الشمال الغربي لمحافظة الضالع التقينا بأحد الأبطال هناك يدعى "نعمان محمد صالح" وهو من أبطال كتائب الشهيد القائد "شلال الشوبجي" الذي استهل حديثه بالقول: "يقاتل أبطالنا هنا في جبهات الضالع بكل بسالة وصمود وتحدٍ وفداءٍ في سبيل نصرة الحق والقضاء على نبتة الحوثي الخبيثة واجتثاثها من عروقها". 
وإشارة منه إلى علاقة ما قاله بانتصارات القوات الجنوبية المتتالية أكد أيضا: "وذلك كان سببا رئيسيا ومحوريا في الانتصارات الجنوبية العظيمة التي تحققها قواتنا في كل الجبهات القتالية المشتعلة بالضالع".
واختتم البطل "نعمان محمد صالح" حديثه للصحيفة بالقول: "سنظل هنا حجر عثرة أمام كل محاولات الغزاة من عناصر مليشيات الحوثي بالتقدم، في الوقت الذي سنظل فيه مشاريع نصر وشهادة".
مقبرة الغزاة
لقاؤنا الأخير كان مع الشاب "أمين جبر" وهو أحد أبطال اللواء الرابع مقاومة بالضالع، الذي بدوره قال: "بفضل الله تعالى ثم بجهود ودعم الأشقاء في دول التحالف العربي، حوّل أبطال القوات الجنوبية حدود الضالع الشمالية والغربية الى محرقة نارية تشوي أجساد عناصر مليشيات الحوثي الغازية".
واختتم البطل "أمين جبر" حديثه بالقول: "نقول لعناصر ومسلحي وقيادات جماعة الحوثي الذين يحاولون اجتياح الضالع: لن تنفعكم الأسلحة ولا الألغام ولا القطعان البشرية المغرر بهم، الضالع ستكون محرقة لكم ولكل الغزاة ليس من اليوم فحسب بل هي كذلك محرقة للغزاة عبر التاريخ".
محاولات زحف فاشلة
في جبهات محافظة الضالع على الحدود الشمالية والغربية للمدينة، تحاول مليشيات الحوثي بشكل يومي ومستمر شن سلسلة من الزحوف والتسللات والاختراقات لمواقع أبطال القوات الجنوبية هناك.
وتستخدم مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتقوم أيضا باستهداف المدن الآهلة بالسكان وقتل الأطفال والنساء ونسف الطرق والجسور وغيرها من الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي في كل زحف تقوم به بشكل مقصود، كما تثبت ذلك الوقائع".
زحوف وتسللات تعمل القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها ووحداتها على التصدي لها وإفشالها، ليس هذا فحسب بل شن هجمات عسكرية مضادة تتكبد من خلال نتائجها المليشيات الحوثية النكبة تلو الأخرى.