"اتفاق الرياض" في عيون الشعب الجنوبي.. آمال وتطلعات محفوفة بالمخاوف

"اتفاق الرياض" في عيون الشعب الجنوبي.. آمال وتطلعات محفوفة بالمخاوف

"اتفاق الرياض" في عيون الشعب الجنوبي.. آمال وتطلعات محفوفة بالمخاوف
2019-11-13 17:51:17
صوت المقاومة/خاص
 استطلاع: رئيس التحرير
أخذ اتفاق الرياض حيزًا كبيرًا من وقت الناس في الجنوب، فعلى مدى شهرين كاملين ظل الجنوبيون يتابعون أخبار الحوار الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الطرفين بكل ترقب، وما أن بدأت تطفو على السطح معالم وفاق حتى أصبح توقيع الاتفاق وموعده شُغل الجنوبيين الشاغل، فالحدث أخذ كامل الأضواء، خصوصا في عدن وبين أوساط الجنوبيين في المهجر. الكل يحلل، الكل يتحدث، الكل يفسر ويتوقع، وما أن تم التوقيع حتى واصل الجنوبيون حديثهم الطويل عن جدوى الاتفاق بالنسبة للجنوب وثورته، وماهي المخاوف التي يمثلها.
"صوت المقاومة الجنوبية" تواصلت مع عدد من الصحفيين والنشطاء في الثورة الجنوبية واستمعت إلى جزء من تحليلاتهم، وتوقعاتهم، ومشاعرهم، ومخاوفهم... لننقلها إليكم في سطور الاستطلاع التالي:
السعدي: اتفاق الرياض اعتراف رسمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وهذا أهم ما نحتاجه الآن
البداية كانت مع الناشط الجنوبي في أرض المهجر هاني السعدي، والذي تحدث عن اتفاق الرياض قائلا: "نعم أنا متفائل، فالاتفاق بمثابة اعتراف رسمي يضفي للمجلس شرعية هي أهم ما نحتاجه في رحلتنا نحو الاستقلال في هذا الوقت".
وأضاف: "هناك مخاوف داخلية وخارجية تحيط بالاتفاق.. داخلية يخشى على وزراء الجنوب أن ينخدعوا بالفتات الذي قد يحصلوا عليه من وجودهم في الحكومة. أما المخاوف الخارجية فنحن نخشى من تكرر غدر وزراء الشرعية. أتمنى أن يطبق الاتفاق على الأرض، ولو طبق الاتفاق بنسبة 70% فسيكون ممتازًا".
مختار: رغم أن الاتفاق ليس ملبيا لطموحات الجنوبيين لكنه منعطف نحو الأمن والاستقرار
أما المحامية أقدار مختار، فترى أن "الاتفاق الذي أُبرم بين كلٍ من الشرعية والمجلس الانتقالي خطوة إيجابية لاستقرار الجنوب رغم أنه ليس ملبيا لطموحات الجنوبيين بشكل كامل، ولكنه سوف يخرج عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام من حالة عدم الاستقرار والتخبط الأمني، وسوف يعطي مجالًا لبدء مرحلة مستقرة نسبياً لبناء مؤسسات الدولة الذي قام مسئولو الجمهورية العربية اليمنية بطمسها خلال الفترة السابقة؛ لذلك تعتبر الاتفاقية منعطفاً لخلق حالة استقرار".
وتضيف المحامية أقدار قائلة: "لكن هذه الاتفاقية لا تحمل ملامح القضية الجنوبية ولا تورد حلولاً لها؛ بل صممت لإصلاح شامل للوضع جنوباً وشمالاً ولم تذكر القضية الجنوبية؛ بل تم ذكر المجلس الانتقالي وبعض المكونات الجنوبية الأخرى للمشاركة في الحقائب الوزارية".  
المحامية اقدار ترى أن هناك ثمة مخاوف حقيقية تساور المواطن الجنوبي، منها مدة ومدى تنفيذه. وبهذا الخصوص تقول أقدار: "بعض النقاط في الاتفاق كان من المفترض أن يتم تطبيقها منذ أكثر من عامين، فهل يستطيعون تنفيذها خلال شهرين كأقصى مدة؟ وهل سوف يقبل الشارع الجنوبي تواجد البرلمان وانعقاده في عدن؟ كما أننا لا نستطيع إنكار تواجد الفكر المتشدد والمنتمين له من الجنوبيين وممثلي حزب الإصلاح والذين يشكلون قرابة 70% من موظفي المؤسسات الحكومية سواء الخدمية أو العسكرية، لذلك لابد من أخذ الحيطة، فهم قادرون على تفجير الوضع في لحظات فهم أكثر تنظيماً مما تسمى بالشرعية".
  واختتمت أقدار حديثها بالقول: "إن الاتفاقية تحتاج إلى جهد كبير ليتم تطبيقها على أرض الواقع، وقد يحتاج ذلك للقوة، وهذا ما نلاحظه من خلال التعزيز الحربي السعودي الذي وصل العاصمة عدن خلال الساعات المنصرمة، ولو أردنا أن نكون شركاء للشارع الإقليمي والدولي بغرض تعزيز القضية الجنوبية  فلا بد من تواجد ممثلي القوى والمكونات الجنوبية في الاتفاقية التي سوف تبرم  مع مليشيات الحوثي، فمما لا شك فيه أننا نقف أمام منعطف صعب سوف يضطر أمامه الشارع الجنوبي تقديم تنازلات على أمل أنه يخطو بثبات نحو بناء الدولة الجنوبية، وهذا ما نتمناه جميعاً"
الحريبي: التوقيع على اتفاقية الرياض بمثابة المحطة قبل الأخيرة للوصول إلى الهدف النهائي للجنوبيين
من جهته قال الناشط السياسي الجنوبي في أرض المهجر عبدالناصر الحريبي: "إنه ولأول مرة في تاريخ الجنوب النضالي منذ حرب 94 تتقاطع مصالح دول التحالف - السعودية والإمارات - في إيقاف التمدد الإيراني التركي بتمويل قطري، مع تطلعات وأهداف الجنوبيين وقيادتهم الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي في تحقيق حقهم المشروع والعادل بتقرير مصيرهم بجنوب عربي حر قوي يدافع عن نفسه ويكون بمثابة الجبهة الأمامية التي تُفشل مؤامرات إيران وحلفائها. وعليه فإن التوقيع على اتفاقية الرياض يعتبر بمثابة المحطة قبل الأخيرة للوصول إلى الهدف النهائي للجنوبيين".
السقلدي: الاتفاق أتى لتصويب أداء الشرعية وهو خطوة أولى في مسار الاعتراف بالجنوب كدولة مستقلة 
أما رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الإعلامي أصيل السقلدي، فقد شارك برأيه بخصوص اتفاق الرياض، حيث يرى أن الاتفاق هو عملية لتصحيح حكومة الشرعية وإشراك شركائها الحقيقيين في محاربة الحوثي، وكذلك لإشراك أبناء الجنوب في إدارة محافظاتهم من خلال إشراكهم في حكومة خالية من الفساد والتعصب الحزبي، حكومة مرحلة لإدارة المحافظات المحررة التي عصفت فيها الأزمات والفساد الحكومي منذ تحريرها في 2015، هذا من الجانب الخدمي والإنساني الذي سيستفيد منه الشعب. 
السقلدي قال في حديثه لـ"صوت المقاومة الجنوبية" مضيفاً: "أما من الجانب العسكري فطالما وحل القضية الجنوبية مرهون بالتخلص من الحوثي، وذلك بحسب الاتفاق مع التحالف العربي بالمواصلة معهم حتى تكتمل مهمة تطهير اليمن من الحوثي، فاتفاق الرياض يتضمن بنودًا تدفع بالعملية العسكرية بقوة وبشكل حاسم للتخلص من مليشيات الحوثي وسرعة الخلاص من الحوثي لها أهميتها بالنسبة للجنوبيين الذين بعدها سيسارعون في بناء دولتهم".
وأردف قائلا: "لا توجد أية مخاوف؛ لأن الاتفاق يعتبر حلًا لفترة مؤقتة وتصويب أخطاء الشرعية، وهو خطوة لتوجيه الشرعية في مسارها الصحيح. أما مستقبل القضية الجنوبية فلا خوف عليه؛ لأن الاتفاق من أجل تسيير فترة زمنية محددة وهي تصب في مصلحة السير نحو الوصول إلى المرحلة التي يتم فيها التفاوض والحوار على استقلال الجنوب ومنح الشعب الجنوبي دولة معترف بها". 
أما الحقوقية أروى العمري فقالت إنها لا ترى في اتفاق الرياض حلاً؛ لأنه إذا صلحت القلوب صلحت النوايا، فكل ما مضى يزيدنا عبرة ورسوخاً بأن فاقد الشيء لا يعطيه، فاليمن بشكل عام سواء الشمال أو الجنوب دائما تحت سيطرة تأثير القوى الخارجية التي لا ترى في البلد غير مصالحها، فلم يسبق في تاريخ اليمن أن أُعطي الشعب سواءً الشمالي أو الجنوبي فرصة لتقرير مصيره". 
وتضيف: "أعتقد أن الاتفاق سينجح وسيتم تنفيذه من قبل جزء من حكومة الشرعية، وهي الشرعية الحقيقية الذين يريدون استعادة صنعاء من مليشيات الحوثي؛ لكن هناك جزء في الشرعية ممن فقدوا مصالحهم سيتساقطون من الشرعية كأوراق الخريف، كذلك المتنفذون لا يريدون الانسحاب من المناطق النفطية الجنوبية، لكن أجمل ما سيتحقق من خلال تنفيذ بنود اتفاق الرياض هو إزاحة الأقنعة وانكشاف كل واحد على حقيقته".
المهندس القطراني: اتفاق الرياض أول ثمار التضحيات التي قدمها شعبنا على مدى ثلاث عقود 
 المهندس مهيب القطراني شارك برأيه حول اتفاق الرياض قائلا: "أنظر إلى اتفاق الرياض نظرة أمل وتفاؤل لما لها من أبعاد سياسية ومصالح مشتركة إقليمية ودولية، فبموجبه أصبحت القضية الجنوبية تطرح في المحافل الإقليمية والدولية بعد أن كنا نتمنى أن تنقل ولو صورة لفعالية، وكنا نرى تزييف قنوات الدجل لمحاوله تشويه نضال شعب حقه مسلوب".
وأضاف قائلا: "المجلس الانتقالي بأيدٍ أمينة، بقيادة رجل العهد عيدروس قاسم الزبيدي، المفوض من قبل شعب الجنوب الثائر لوطنه. الرئيس عمل ومازال وسيعمل بذكاء وصبر وحنكة، بعد أن فضح شرعية النهب والسرقة والإرهاب وأثبت للأشقاء في التحالف العربي أن شعب الجنوب هو الشريك الفعلي والوحيد الذي يقاتل مليشيات إيران وجماعة الإخوان الإرهابية، وفضحهم، واستطاع الحفاظ على الثوابت الجنوبية في إطار الشراكة مع هدف التحالف العربي والحفاظ على مؤسسات الدولة والعمل بصدق وإخلاص".
واختتم المهندس مهيب مداخلته بالقول: "اتفاق الرياض هو نتاج للعمل والتضحيات التي قدمها شعب الجنوب من ابتلائه بالوحدة الزائفة والمتمثلة بالنهب والسرقة وتقاسم الثروات لمصلحة شخصيات محددة، وقد حان تطبيق العدالة لشعب ظُلم وكافح وناضل وصبر وضحى بكل شيء في أرضه وعرضه وماله وشعبه، وهو اعتراف رسمي بقضية شعب الجنوب وكل شيء يسير لصالح شعبنا وقضيتنا وصالح المنطقة العربية وأمنها. نتمنى وكلنا أمل بالله ثم بالأشقاء في التحالف أن يعوا الدروس ويستمروا في دعم شريكهم الفعلي الوحيد في طرد والخلاص من مليشيات إيران وإرهاب قطر وتركيا المتمثل بحزب الإخوان الشيطاني للحفاظ على مصلحة الأمن القومي العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام".
الإعلامية حنان فضل قالت في حديثها لـ"صوت المقاومة الجنوبية": "من منا لا يريد الاستقرار والأمن في وطنه الذي يعيش فيه؟! وبصفتي مواطنة أريد العيش بسلام في وطني الجنوب في ظل قيادات تحمي مصالحنا... وأرى أن الانتقالي هو خير مَن يحمل على عاتقه القضية الجنوبية التي أصبحت لها صدى على مستوى عالمي، وهذا إنجاز لم يتحقق منذ سنوات طويلة".
وتضيف حنان: "الاتفاق وإن لم يكن بمستوى تطلعات شعبنا إلا أنه اعتراف دولي وإقليمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي كندّ وممثل للجنوب، وهذا ما كان له أن يتحقق لولا حضور المجلس بذراعيه السياسي والعسكري وثباته على الأرض". 
وبخصوص إمكانية تنفيذ الاتفاق قالت حنان: "لا أعتقد أن الاتفاق سيطبق بحذافيره على أرض الواقع؛ لأنه بكل بساطة هناك أطراف في الشرعية ترى في الاتفاق خطراً يهدد وجودها، ولذلك ستسعى بكل طاقتها لعرقلة تنفيذه ما لم يتعامل الأشقاء في التحالف بكل حزم".
الإعلامي سعيد خالد: اتفاق الرياض مهم جدا ونجاحه يصب لصالح شعب الجنوب
الإعلامي سعيد خالد، عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، قال: "إن اتفاق جدة مهم جدا ونجاحه يصب في صالح شعب الجنوب.. شعبنا يشعر بارتياح واسع تجاه اتفاق الرياض؛ لثقتنا بالقائد اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي". 
وأضاف: "اتفاق الرياض يعطي للحامل السياسي لشعب الجنوب شرعية، مما يعزز من دوره ومكانته للانتقال إلى مرحلة استعادة مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة وتحقيق الهدف السامي وتطلعات شعبنا بالجنوب".
وبالنسبة لإمكانية تطبيق الاتفاق يقول سعيد: "التجارب ومعاصرتنا لجميع المراحل تجعلنا نتوقع بأن القوى اليمنية دائما تتنصل عن أي اتفاقات وتحرص على غزو الجنوب، وبالتأكيد قواتنا الجنوبية المسلحة جاهزة لأي طارئ للدفاع عن الجنوب".
الحسام: اتفاق الرياض مكّن الجنوب من انتزاع مكاسب استراتيجية وأتوقع تعثر تنفيذ بعض بنوده
الصحفي الجنوبي فارس الحسام علّق من جهته على اتفاق الرياض، فهو يرى الاتفاق خطوة جيدة في طريق التفاهم المرحلي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس هادي، والذي جاء بعد بذل مساعي حثيثة من قبل دول التحالف العربي ممثلة بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويسعى لتصحيح مسار العملية السياسية والعسكرية بين الأطراف المعنية.
ومن وجهة نظره يرى الصحفي الحسام أن "الاتفاق حسب بنوده المدرجة، مكّن الجنوب من انتزاع مكاسب استراتيجية (سياسية - عسكرية - أمنية - اقتصادية) لطالما سعت الأنظمة المتعاقبة على حكم الجنوب منذ احتلاله في حرب صيف العام1994، في إقصائه وحرمانه منها؛ بل وتحويله من دولة شريكة في اتفاقية الوحدة إلى مجرد فرع تابع للشمال".
ويضف الحسام بالقول: "تتجلّى المراهنة على نجاح اتفاق الرياض بتنفيذ مخرجاته على الأرض والالتزام بها وبلورتها من مجرد حبر على ورق إلى واقع ملموس، وهو ما نتوقع تعثُّر بعض بنوده لاحقاً ولربما الانقلاب عليه ممن عُرِفَ عنه الجحود سلفاً في اتفاقيات ومعاهدات سابقة عدة".
ويرى فارس الحسام أنه "في حال نجح الأشقاء في التحالف العربي بتوحيد الجهود ورأب الصدع بين الطرفين لتوجيه البندقية صوب العدو الحوثي - كما جاء في ديباجة الاتفاق - فسيكون مقدمة مبشرة لمعادلة جديدة في المنطقة العربية، ويؤسس لسياسة سينتهجها رعاة العقدة والحل متمثلة بالقضاء على التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم الإخوان المتأسلمين المدعوم تركياً والممول قطرياً ولكن أقلها ليس على المدى القريب.. هنا سيتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على الجنوب والحصول على حكم وإدارة الجنوب مناصفة مع حكومة الرئيس هادي وبإشراف سعودي إماراتي كخطوة مرحلية أو انتقالية أيّاً كانت المسميات، إلى أن تنتهي الحرب في اليمن ويبدأ الجميع بالانتقال إلى المراحل اللاحقة والتي يسعى الانتقالي القيام بها حتى إعلان استعادة الدولة الجنوبية والعودة إلى ما قبل العام 1990".
وبالنسبة لإمكانية تنفيذ بنود الاتفاق يرى الحسام أن ذلك مقرونا بحُسن النوايا والالتزام بمخرجات الاتفاق مع بقاء الضمانات الإقليمية والدولية سارية على الجميع، وما عدا ذلك سيعيد الجميع إلى المربع الأول المتمثل بحوار البنادق والخنادق ومن يسيطر على الأرض سيكون صاحب الكلمة العليا والمسموعة في الإقليم والعالم.