اللواء 20 مشاه.. لواء المهمات الصعبة وصمام أمان سواحل المخا وباب المندب

استطلاع خاص..سجل حضوراً بارزاً في معارك تحرير البرح ومعسكر خالد..

اللواء 20 مشاه.. لواء المهمات الصعبة وصمام أمان سواحل المخا وباب المندب

اللواء 20 مشاه.. لواء المهمات الصعبة وصمام أمان سواحل المخا وباب المندب
2019-09-21 14:40:09
صوت المقاومة/استطلاع-ابراهيم البشيري
لم يعد الوضع في الساحل الغربي بعد تدخل قوات اللواء 20 مشاه كما كان قبله، فسير العمليات العسكرية بعد الاشتراك المباشر لقوات اللواء شكلت معركة كسر العظم للحوثيينـ من خلال فتح خط مواجهة مباشرة وتكتل عسكري فاعل أدى بمليشيات الحوثي إلى التقهقر والانهزام في جبهة الساحل الغربي.
لم تكن تلك التدخلات والعمليات العسكرية لتأتي عن عبث؛ بل استطاعت من خلالها قوات التحالف العربي من خلال قواتها الموجودة على الأرض تحقيق الكثير من الإنجازات الهامة والتي منيت من خلالها مليشيات الحوثيين بأشد الهزائم.
حماية خط الملاحة
بعد سيطرة مليشيا الحوثي - ذراع إيران في اليمن - وتهديدها لخط الملاحة الدولي في اليمن، باتت مسألة تأمين مناطق الساحل الغربي ذات أهمية قصوى للتحالف العربي، حيث وهناك أكثر من 60 سفينة تجارية تعبر يومياً من مضيق باب المندب، كما يتم نقل أكثر من 3 ملايين برميل نفط كل 24 ساعة، ما يعني أن العالم بات أمام خطر حقيقي، الأمر الذي ادى لتحرك التحالف العربي مستعينا بقوات المقاومة الجنوبية لتحرير وتأمين الساحل الغربي لليمن ابتداءً من حدود عدن وصولاً الى مناطق الحديدة وتعز..
لم تتوانَ المليشيات الحوثية عن تنفيذ تهديداتها باستهدافها للسفن عبر صواريخ موجهة وقوارب مفخخة يقودها انتحاريون، أصابت العديد من السفن قبالة البحر الأحمر منها سفينة سوفيت الإماراتية وفرقاطة سعودية. مستخدمة مناطق البرح انطلاقاً لتلك العمليات لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي دفع لدخول اللواء 20 في خضم معركة تحرير الساحل الغربي بشكل فاعل بعد إيلاء زمام قيادته للقائد/ زكي عبد القوي الردفاني.
إنجازات عسكرية
ومنذ اشتعال الجبهة استطاعت القوات الجنوبية إسقاط الكثير من المناطق في الساحل بمعارك بطولية تم خلالها قطع خطوط إمداد الحوثيين بالمخا، وإسقاط معسكر خالد بن الوليد وانتصارات كثيرة محققة.
ولإنهاء التهديد الحوثي وتأمين المنطقة هجمت قوات اللواء 20 على مديرية البرح لتسيطر على مثلث البرح، ثم تلا ذلك انهيار واسع في صفوف مليشيا الحوثي لتسقط المديرية بالكامل، وجبهات عدة من ضمنها معسكر العمري ومنطقة كهبوب، وتأمين المخا. ومازالت المعارك الشرسة مستمرة حتى اللحظة، وبهذا يكون قد أصبحت إحدى خطوط إمداد الحوثي إلى البحر الأحمر في قبضة قوات المقاومة الجنوبية. 
وتعد مديرية البرح، التابعة لمحافظة تعز، البوابة الهامة للمحافظة والشريان الرئيسي الذي يربط تعز بالمنفذ البحري في المخا. كما تشكل مديرية البرح أهمية عسكرية حيث تضم معسكر خالد بن الوليد والذي يعد من أهم وأكبر المعسكرات في اليمن لأهمية موقعه الاستراتيجي والذي يبعد بحوالي 80 كيلومترا عن ميناء المخا، الأمر الذي جعلها أمام نصب أعين التحالف العربي والمقاومة الجنوبية. 
مناطق آمنة
وليس الإنجاز الوحيد الذي تحقق يكمن في دحر المليشيات الحوثية فحسب؛ بل في عملية التأمين الغير عادية للمناطق المحررة في جبهة الساحل الغربي لا سيما مدينة المخا ومناطق سيطرة اللواء 20 بقيادة القائد/ زكي عبد القوي ضمن القوات التي يشرف عليها اللواء "هيثم قاسم طاهر".
وبحسب مواطني الساحل الغربي فإن الأمن والاستقرار الذي تشهده مناطقهم بات أمرا ملفتا وبالغ الأهمية ويستحق الثناء، بعد أن كانت مليشيات الحوثي قد قوضت الأمن والاستقرار أثناء تواجدها في تلك المناطق قبل تحريرها بعمليات عسكرية واسعة النطاق.
قيادة محنكة
اللواء 20 مشاه بقيادة العقيد/ زكي عبد القوي الردفاني كان نموذجاً عكس حكمة قيادته وعنفوان أفراده، وكان خير مثال لنصرة أبناء البرح من بطش الحوثي وإزالة مخلفات الموت التي تركتها ومن ثم تطبيع الحياة في المديرية عقب تحريرها، من خلال تشكيل فرق هندسية لنزع الألغام والمتفجرات التي زرعتها المليشيات والتي حصدت الكثير من أرواح المدنيين.
وفي استطلاع خاص بـصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" مع أفراد وضباط اللواء 20 مشاه والمرابطين في خطوط التماس بجبهة البرح للحديث عن انتصارات اللواء وتأمين حياة المواطنين في المديرية ومناطق الجبلية والفازة والمناطق المجاورة، يقول الجندي "عبدالواسع الحوشبي"، وهو أحد المرابطين في الجبهة، بأنهم سيظلون مرابطين في مواقعهم القتالية التي هي مواقع العزة والكرامة والشرف، حسب قوله. مضيفاً بأنهم سيلاحقون المليشيات الإيرانية وسيطاردونهم إلى أوكارهم.
وفي السياق ذاته يقول القائد راجح جبار الردفاني: "استطعنا بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة أن نطهر البرح، وتعمل قيادة اللواء جاهدة على تأمين حياة وممتلكات المواطنين، وهذا واجب وطني ومقدس يقع على عاتقنا". معبراً عن سعادته بالانتصارات المحققة والتنظيم العسكري التي تعمل به القوات.
ويضيف: "سوف نظل مرابطين في جبال وسهول ووديان البرح، ملازمين لمواقعنا القتالية بكامل الجاهزية، مستعدين لأي مهام تأمرنا بها قيادتنا الحكيمة لصد أي عدوان، ولن تثنينا الخلايا النائمة وسنكون رهن الإشارة لقيادتنا حال أي مهمة".
القائد العقيد "زكي" رجل المرحلة
لم تكن عملية تحرير مديرية البرح بالسهلة، خصوصاً كونها تشكل خط إمداد وتعزيز لمليشيا الحوثي بين تعز والبحر الأحمر، ولكنها تطلبت إلى الإقدام والشجاعة، وهو ما أثبتته قوات اللواء وقيادته المتمثلة بالعقيد "زكي الردفاني" بقدراته المذهلة خلال مسيرته النضالية ابتداء من جبال الأحمرين بردفان وتحرير جبل العر في يافع ومقاومة مليشيا الحوثي في جبهة بلة في عام 2015م، ومن ثم قيادة وحدة مكافحة الإرهاب والقاعدة بأبين في عام 2016م.
وبعد النجاحات المحققة  تقلد قيادة اللواء 20 مشاه بإشراف وزير الدفاع السابق اللواء الركن/ هيثم قاسم، وكان زكي الذراع الأيمن للوزير في تشكل اللواء 21مشاه واللواء 22مشاه بإسناد وإدارة مباشرة من قبل العقيد زكي.
ويقول فضل العلياني، وهو أحد مقاتلي اللواء 20: "قائدنا قد جمع صفات التواضع والكرم والشجاعة وعلّمنا معنى حب الوطن والتآخي للدفاع عن الكرامة والأرض والعرض، وهو صخرة يتكئ عليها المقاتلون بالخطوط الأمامية، وقد عرف بأنه رجل المرحلة، ولم تكن الانتصارات الكبيرة لتتحقق - بعد الله سبحانه وتعالى - إن لم تكن تحت قيادة زكي الذي يعرف كيف يلحق بالعدو خسائر كبيرة في أي مهمة وبأي لحظة".
ويضيف: "القيادة هي مرادف للمسؤولية والتضحية والعطاء، فالقائد زكي أجادها بإتقان، وكانت له القدرة على دفع تكاليفها، وعندما قال: أنا لها، كان فعلا لها دون تردد ولا شك في قوله، وكل جبهات البرح والساحل الغربي تشهد له بذلك".
موقف تاريخي
وعلى الرغم من تواجد قوات اللواء 20 مشاه في مناطق الشمال ضمن قوات التحالف العربي، إلا أن الجنوب يعد خطاً أحمر بالنسبة للمقاتلين الجنوبيين، فالتواجد في تلك المناطق يعزز موقف القوات الجنوبية ودورها ضمن التحالف العربي لقتال المليشيات الحوثية.
وقضت توجيهات القائد زكي عبد القوي - قائد اللواء 20 مشاه – لقواته، بالجاهزية القصوى والاستعداد للتحرك صوب العاصمة عدن وحمايتها من أي تهديد خلال أحداث 28 أغسطس الماضي، كما قضت التوجيهات بإرسال كتيبة إلى خط الدفاع المباشر في العاصمة عدن شرقي المحافظة، ومازالت تؤدي مهامها بشكل فاعل، فيما تنتظر باقي القوات النداء الحقيقي للعودة إلى العاصمة عدن أو أي منطقة جنوبية ضمن القوات الجنوبية المسلحة لتحرير الجنوب واستعادة حريته واستقلاله.
خاتمة
وفي ظل المواقف البطولية والانتصارات الجسام التي تحققت بفضل من الله ثم بفضل تضحيات أفراد اللواء 20 مشاه، والجاهزية القتالية العالية للذود عن أرض الجنوب، هل يا ترى ستظل قيادة القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي بعيدة عن النظر للقائد "زكي الردفاني" أم أنها ستعطي كل ذي حق حقه كرجل مرحلة بامتياز؟